تخطى إلى المحتوى

مباحثات تركية أمريكية في انقرة والمنطقة الآمنة على الطاولة

بعد الأحداث المتسارعة على الساحة السورية، بات الوضع اليوم مؤهلاً للتصعيد على ضفتي نهر الفرات في سوريا، شرقه وغربه على حد سواء، ناهيك عن الوضع المتأزم أصلاً في إدلب بأقصى الشمال الغربي لسوريا، لكن العامل المشترك الوحيد في كل تلك البؤر هو تركيا، والتي باتت تعمل على أكثر من جبهة في سوريا نفسها.

وفي سياق الجهود السياسية التي تبذلها تركيا، قالت مصادر دبلوماسية تركية يوم أمس بأن الوفد الأمريكي الذي يترأسه مبعوث واشنطن إلى سوريا “جيمس جيفري” اختتم مباحثاته مع مسؤولين أتراك بمقر الخارجية التركية في العاصمة أنقرة.

وذكرت وكالة “الأناضول” بأن الوفد الأمريكي برئاسة جيفري بحث في الاجتماع مع المسؤولين الأتراك الملف السوري، وأكدت أن الأطراف تناولت الأوضاع في إدلب والمنطقة الآمنة شمالي سوريا، ومسار تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد.

إقرأ أيضاً : مشروع فرنسي لحل ملف شرق الفرات

ولفتت المصادر إلى أن نائب وزير الخارجية التركية “سادات أونال” شارك في الاجتماع الذي استغرق قرابة ثلاث ساعات، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري موجود حالياً في تركيا، ومن المقرر أن يلتقي المسؤولين الأتراك للتباحث حول مخاوف أنقرة الأمنية والمستجدات الأخيرة في سوريا.

مبعوث واشنطن إلى سوريا “جيمس جيفري” مع وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أغلو”

يشار إلى أن وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أغلو” هدد بشن عملية عسكرية تركية شرق الفرات شمالي سوريا، إذا لم يتم إنشاء المنطقة الآمنة كما هو مخطط لها، وإذا استمرت التهديدات تجاه تركيا.

وذكرت مصادر دبلوماسية تركية بأن جاويش أوغلو أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره بومبيو يوم أمس، وتحدثا فيها عن مواضيع إنشاء منطقة آمنة، والأوضاع في إدلب ومنبج السوريتين، والعملية المرتقبة شرقي الفرات.

مباحثات مستمرة

وقد كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” في وقت سابق نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية تأكيدها تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين “أنقرة وواشنطن” مهمتها بحث التطورات في سوريا، لافتة إلى أن هذه المجموعة ستناقش في واشنطن بدءاً من اليوم الخميس ولمدة يومين آخرين كل التطورات المتعلقة بشأن الانسحاب الأميركي، والمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شرق الفرات.

وذكرت المصادر بأن تركيا كثّفت اتصالاتها مع الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، فيما يتعلق بموضوع الانسحاب والمنطقة الآمنة، وتم الاتفاق على عقد اجتماعات في واشنطن وأنقرة لبحث الملف السوري بالكامل.

كما أن تركيا تسعى إلى إكمال تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في مدينة “منبج” والموقع بين الجانبين في الرابع من حزيران يونيو 2018، حيث تعهدت الولايات المتحدة بمقتضاه بسحب ميليشيا “قسد” ضمن مدى زمني قدره 90 يوماً، وهي الخطوة التي لم تنفذ حتى الآن للأسف.

مدونة هادي العبد الله