الفشل الروسي الأسدي من جهة، والأحداث المتسارعة على الساحة السورية بكل جبهاتها من جهة أخرى، وأمور عديدة أخرى دفعت بالمبعوث الأمريكي للملف السوري “جيمس جيفري” لتوجيه رسالة قوية اللهجة والمضمون إلى نظام الأسد وحليفه الروسي الأبرز.
فقد أكد جيفري بأن روسيا ونظام الأسد لن يسيطرا على مناطق الشمال السوري أو شرق الفرات، دون التفاوض مع المجتمع الدولي، وأوضح بأن الولايات المتحدة تسعى دوماً لإيصال رسالة إلى روسيا والأسد بأنه ليس بمقدورهما تحقيق الانتصار في هذه الحرب، ولم يعد بوسعهما استعادة 40% من البلاد و50% من الأراضي الصالحة للزراعة وثلثَيْ احتياطي الهيدروكربونات دون التفاوض مع المجتمع الدولي.
وأضاف: “نحاول أن نشرح للروس الذين اعترفوا بأن العملية السياسية هي الحل الوحيد لإعادة 12 مليون سوري هربوا من ظلم الأسد أن الهجوم العسكري الكبير الذي تشنه على إدلب والاستهداف الهائل للمدنيين فيها لم يحقق أي تقدم فعلي”.
إقرأ أيضاً : موقع إسرائيلي يكشف تفاصيل مكالمة بين بشار ونتياهو
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية في سوريا تقوم على إخراج الميليشيات الإيرانية لكونها تشكل تهديداً لإسرائيل والسعودية، وهزيمة تنظيم “داعش” بشكل دائم وإطلاق عملية سياسية تغير سلوك النظام بطرق جوهرية وأساسية، مضيفاً أن ذلك لا يعني قيام الولايات المتحدة بإسقاط الأسد بل تمكين الشعب من ذلك عن طريق عملية ترعاها الأمم المتحدة.
وأكد المبعوث الأمريكي بأن روسيا وعدت بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 القاضي ببدء عملية للانتقال إلى سوريا مختلفة، تزامناً مع تشكيل لجنة لإصلاح أو استبدال الدستور الحالي.
وأشار إلى أن واشنطن تعمل على تطبيق الخطة البديلة مع موسكو بهدف الوصول إلى تسوية في سوريا بشكل تدريجي، وذلك من خلال بدء العملية السياسية مقابل انسحاب القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية ووقف إطلاق النار، موضحاً أن بلاده تسعى لتطبيق ذلك من خلال زيادة الضغوط بما فيها العسكرية والاقتصادية.
لا اعتراف بالنظام
وتابع جيفري بأن الولايات المتحدة نجحت في سبيل ذلك بمنع وصول أي مساعدة لنظام الأسد بشأن إعادة الإعمار وستمنع ذلك حتى ترى أن العملية السياسية آتت أُكُلها، كما مارست ضغوطاً دبلوماسية حيث تم إخراج النظام من الجامعة العربية، وسعت روسيا لإعادته وقد تم رفض ذلك فعلياً في شهر آذار مارس الماضي، وسيتم قطع أي فرصة لعودته.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا سعت خلال الأشهر الماضية إلى إعادة تأهيل النظام السوري وتدويره مجدداً عن طريق تطبيع علاقاته مع الدول العربية وإعادته إلى مجلس الجامعة ودعوتها لإعادة اللاجئين والبدء بعملية إعادة الإعمار.
إلا أن محاولاتها باءت حتى الآن بالفشل بسبب الرفض الأمريكي القاطع لذلك، وتأكيدات الإدارة الأمريكية أن الوقت لم يحن للجلوس مع النظام أو التطبيع معه، رغم إبداء روسيا استعداداها لإخراج إيران من سوريا إرضاءً لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، ومقابل التطبيع مع نظام الأسد وإعادته للأسرة الدولية.