شكلت الأحداث التي تعرض لها السوريون في تركيا مؤخراً على المستويين الحكومي والشعبي ضرورة ملحة لتدخل هيئة رسمية سورية تمثل السوريين وتنقل معاناتهم واحتياجاتهم أمام الجانب التركي، وتنسق مع الحكومة التركية لإيجاد حلول كاملة للإشكالات الأخيرة بصورة ترضي جميع الأطراف.
وعليه فقد زار وفد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة يرأسه رئيس الائتلاف “انس العبدة” وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” لبحث ملف ترحيل اللاجئين السوريين والإجراءات التركية المتبعة حيال الأمر.
وقالت مصادر إعلامية تركية بأن الطرفان عقدا اجتماعاً مغلقاً تناول وضع السوريين الذين تستضيفهم تركيا ضمن نظام الحماية المؤقتة، مؤكدة توصل الجانبين لتشكيل لجنة مشتركة برئاسة كل من نائب وزير الداخلية التركي “اسماعيل تشاطقلي” ورئيس الائتلاف “أنس العبدة” لمتابعة الشؤون المتعلقة بالسوريين.
إقرأ أيضاً : ولاية اسطنبول تعطي السوريين المخالفين مهلة محددة لتسوية أمورهم
من جهته قال رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة منذ يومين بأنه أجرى عدة اتصالات في الأيام الأخيرة مع جهات تركية مختلفة لبحث الإجراءات المتخذة بحق اللاجئين والمقيمين في إسطنبول.
ولفت العبدة إلى أنه سيقوم بنقل توصيات مهمة للمسؤولين الأتراك بهدف حل مشاكل السوريين المقيمين في تركيا، وذلك خلال اجتماع تشاوري عقدته الهيئة السياسية في الائتلاف مع عدد من الخبراء في الشأن التركي، إضافة إلى ناشطين وحقوقيين سوريين، لبحث أوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في تركيا.
ودعا العبدة إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين الذين لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة، وحثَّ السلطات التركية على منح مهلة لا تقل عن ثلاثة أشهر ليتمكن المخالفون من إعادة ترتيب أوضاعهم بما يتناسب مع القوانين التركية ذات الصلة، كما لفت إلى أهمية تسهيل منح أذون العمل للسوريين، والسماح للعائلات التي يحمل أفرادها بطاقة حماية صادرة عن عدة ولايات، بتسوية أوضاعها.
مصير المخالفين
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد أكد يوم أمس بأن تركيا لن تقوم بترحيل السوريين غير المُسجَّلين، بل ستعمل على تسوية أوضاعهم القانونية، ونقلهم إلى مخيمات وولايات مخصصة، مشدداً على أنه لن يتم ترحيل أحد بشكل قسري، وأضاف في مقابلة تلفزيونية اليوم الأربعاء بأن مسألة الذهاب إلى مناطق شمالي سوريا هو أمر طوعي لمن يرغب والباب مفتوح لذلك.
وأشار صويلو إلى السوريين المقيمين في ولايات غير مُسجَّلين فيها، سيتم توزيعهم وفقاً لولاياتهم الأصلية، مشدداً على أنه لا توجد إمكانية لتسجيل أي سوري جديد في إسطنبول باستثناء الحالات الإنسانية.
وبحسب بيان صادر عن والي اسطنبول، فإن السوريين الذين يملكون بطاقات حماية مؤقتة مسجلة في ولايات غير اسطنبول ويعيشون في اسطنبول، لديهم مهلة تستمر حتى 20 من آب المقبل، لكي يعودوا إلى ولاياتهم الأصلية.