من المعروف عمّا يسمى بـ “نقابة الفنانين السوريين” أنها كغيرها من المؤسسات التي أوجدها نظام الأسد وضمها تحت وصايته، مجرد فرع من أفرع الأمن التابعة لهذا النظام الشمولي القمـ.عي القائم على تكميم الأفواه وكبح الحرية.
إلا أن هذه النقابة وصلت إلى حد سيئ جدا مع تولي الممثل “زهير رمضان” لمقاليد رئاستها في السنوات الثلاث الماضيات، فمع انشقاق الوسط الفني في سوريا إلى صفين أحدهما مؤيد لنظام الأسد والآخر معارض له، بات رمضان يتفنن في تخوين أعضاء النقابة من الفنانين ويحكم أمورهم وكأن النقابة مزرعة لديه.
تلك التصرفات الرعناء لزهير رمضان جعلت حتى الوسط المؤيد للنظام من الفنانين يتألبون عليه ويشعرون بالسخط من ممارساته، وهذا ما تحدث عنه الممثل السوري “بسام كوسا” مؤخراً، علماً بأنه محسوب على المعسكر المؤيد لنظام الأسد.
فقد هاجـم كوسا نقابة الفنانين السوريين ونقيبها زهير رمضان، لادعائهم الوطنية والحكم على كل من يختلف معهم بالرأي على أنه خائن للوطن.
وقال كوسا المعروف لقاء مع إذاعة “شام إف إم” الموالية: “يدعون الوطنية ويسعون وراء المناصب ويستخدمون الوطن لتهديد الغير”، واتهم كوسا نقيب فناني النظام زهير رمضان بأنه: “حول نقابة الفنانين ومنصبه لمزرعة، وينظّر، ويفنجر عيونه ويتفتف على العالم، ليظهر حالو على أنو وطني، ينضبّوا!”.
إقرأ أيضاً : جهاد عبدو: نقابة الفنانين السوريين مهمتها كتابة التقارير للمخابرات (فيديو)
وأضاف ببعض الكلمات العامية: “هم غاياتهم المال والمناصب وأنا ما فيني فنجر عيوني مشان إحكي عن الوطن وهدد العالم إنو أنا وطني، هذا عبارة عن إفك وزعبرة وكذب على العالم”.
وتابع كوسا: “يوجد عندنا مشكلة أخلاق، فهناك أشخاص يعتبرون أنفسهم أنهم المعبر الوحيد عن الوطن، وهو مستعد لإطلاق تهمة الخيانة على الآخرين، وإيصالهم للسجن والإعدام، متذرعاً بالوطن وفنجرة العيون لإرعابهم”.
وسبق لكوسا أن شن هجوما لاذعا على نقابة الفنانين التابعة لنظام الأسد، مؤكدا أنها تحولت إلى مؤسسة لجباية الأموال، حيث قال كوسا في لقاء سابق مع إذاعة “صوت الشباب” الموالية: “ما تسمى بنقابة الفنانين لن أغالي إن قلت إن عددا كبيرا من الفنانين أداروا ظهرهم لها، والمستمرون بالعمل حاليا يعتبرون أنفسهم أصحاب الوطن والأشرف والأنبل، ونحن نعلم تاريخهم بالتفاصيل المملة، فالقصة أصبحت مضحكة”.
نقابة المخبرين واللصوص
واتهم كوسا القائمين على النقابة باللصوص، قائلا: “طالما سمعنا أنهم يملكون الكثير من الأموال ولكن عندما تطلب منهم القيام بأي عمل يقولون لا نملك المال ويتحججون بذهاب الأموال لكن لا أحد يدري إلى أين؟”.
واستهزأ كوسا من الوضع القائم بقوله: “بتمنى السعادة للقائمين على النقابة والله يدملون هالنقابة على راسن مشان يديم الشغل كمان على راسن”.
وكان زهير رمضان قد هاجم الفنانين المعارضين لنظام الأسد وصرح أكثر من مرة بأنه يرفض مصالحتهم وهدد بأن النقابة ستعاقب من سماهم بفناني “البترودولار”، ويعرف عن رمضان تأييده الشديد لنظام الأسد، حيث أبدى غضبه من الفنانين السوريين “غير الوطنيين” بحسب زعمه، والذين تعرض أعمالهم على شاشات النظام والقنوات الموالية.