لقد كشفت الأحداث الأخيرة التي تعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا أموراً كثيرة زادت من محنة هذا الشعب الذي شردته الآلة الحربية لنظام شمولي لم يرحمه، وسواء أكان لفئة من هذا الشعب الشريد ذنب فيما وصل إليه الحال ام لم يكن، تبقى حقيقة أن الواقع الذي يرزح تحته الآن لم يعد ساراً على الإطلاق في كل دول اللجوء “الجارة” التي لم تعد تحتمل وجود هذا الشعب على أراضيها.
وخلال الفترة الأخيرة، بات السوريون في تركيا بين مطرقة بعض الشعب التركي الذي لم يعد يتقبل وجودهم، وبين سندان الحكومة التركية التي بدأت بحملة شديدة الصرامة لتطبيق شتى القوانين عليهم بعد سبع سنوات من التساهل وتيسير الأمور.
إقرأ أيضاً : الائتلاف يشكل مع وزارة الداخلية التركية لجنة لمتابعة شؤون السوريين في تركيا
والجديد في الموضوع هو النتيجة التي كشفها مؤخراً استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات التركية في جامعة “قادر هاس” عن موقف الشعب التركي من اللاجئين السوريين.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على عينة من الناس في مختلف المحافظات التركية وعلى مدار 4 أعوام، أن نسبة رفض اللاجئين السوريين وصلت إلى 67% عام 2019، وذلك بعد أن كانت نحو 57% عام 2016.
نتائج مخيبة للآمال
ومثلت النتائج صـ.دمة لدى المراقبين، خاصة وأن نسبة الرفض ارتفعت بين جمهور حزب “العدالة والتنمية” الحاكم إلى 59%، بينما وصلت لدى حزب “الشعب الجمهوري” المعارض إلى أكثر من 80%.
أي أن نسبة الأتراك الذين يتقبلون وجود اللاجئين السوريين على أراضيهم هي 33% فقط من مجمل الشعب التركي! الأمر الذي يضع السوري المقيم في تركيا تحت تساؤل حقيقي عن كيفية تعايشه مع شعب غالبيته لا تريده، كما يجعله يتساءل عن مدى جدوى ومصداقية كل الحملات التي أطلقت مؤخراً للتضامن مع السوريين في تركيا، إذا كانت غالبية الشعب التركي لا تريده ولا تحب وجوده!
وتعمل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية وبعض المنظمات التركية على دعم فكرة اندماج السوريين في تركيا مع الشعب التركي ،محاولين ترغيب الشعب التركي بكافة أطيافه بقبول التواجد السوري وأنه أمر إيجابي ينعكس بشكل جيد على الاقتصاد التركي وحالة البلاد ،وان السوريين لايشكلون أية مشكلة داخلية لتركيا .
مدونة هادي العبد الله