قامت والدة “عبد الباسط الساروت” الناشط والقيادي الثوري المعروف – والذي قضى قبل شهرين في المواجهات مع جيش نظام الأسد على جبهات حماه – بالاعتذار عن قبول مبلغ مالي تم جمعه عبر حملة تطوعية على الانترنت.
وقالت والدة الساروت وهي تعتذر عن قبول مبلغ أربعين ألف دولار – وهو مجموع ماتم جمعه خلال الحملة – بأن عبد الباسط واخوته عندما خرجوا في الثورة لم يخرجوا من أجل صيت أو سمعة أو مال، وانما خرجوا لوجه الله ورحلوا في سبيله.
وأضافت قائلة: “عبد الباسط لم يدخل خلال حياته ليرة من الثورة إلى هذا البيت، حتى أُدخل أنا”، وتمنت والدة الساروت أن يستخدموا هذا المبلغ ليزوجوا رفاق عبد الباسط في المنطقة التي استشهد فيها.
وكان كل من القائد العام لجيش العزة الرائد “جميل الصالح”، والناطق باسم الفصيل ذاته العقيد “مصطفى البكور” قد قاموا منذ شهر تقريباً بزيارة والدة الساروت، وخلال الزيارة وجهت والدة الساروت رسالة ووصية إلى ثوار سوريا، طالبة منهم ألا يضعفوا وان يتابعوا المسيرة لأجل عبد الباسط وكل رفاقه الشهداء.
إقرأ أيضاً : رسالة من والدة الساروت إلى جميع السوريين
وقالت والدة الشهيد الساروت بحسب ما روى العقيد مصطفى بكور: “نعم، لقد رحل عبد الباسط، لكنني عندما أنظر إلى أي ثائر سوري، أرى فيه صورة عبد الباسط وإخوته”.
وأضافت بقولها: “لقد فقدت أولادي ولكنني أراكم جميعًا كأولادي، لا تسمحوا لفقدكم عبد الباسط ورفاقه من الشهداء أن يضعف من عزيمتكم أو يؤثر على مسيرتكم”.
وتابعت والدة الشهيد قائلة: “وصيتي لكم أكملوا الطريق ولا تفتر عزيمتكم لأجل روح عبد الباسط وأرواح كل الشهداء، لا أريد منكم مساعدة ولكنني أريدكم أن تكملوا ما بدأتموه مع عبد الباسط ولا تتوقفوا إلا بتحقيق النصر، مستقبل الأمة والأولاد والأحفاد بين أيديكم فلا تضيعوه”.
إرادة جبارة ، وعزمٌ لا يلين
وفي النهاية علّق العقيد البكور على كلام والدة الشهيد الساروت بقوله: “جئنا لنواسيها فوجدناها تواسينا، ولنعزيها فبادرت بتعزيتنا، كم أنت كبيرة يا أم وليد، وكم يصغر الرجال أمامك، لن ننسى وصيتك لنا وعهدنا لك بإكمال الطريق”.
يشار إلى أن والدة الشهيد الساروت قد فقدت زوجها، وأربعة من إخوتها، وأبناءها الخمسة خلال الثورة السورية، وفي مواجهة آلة الحرب الأسدية .
