انتقلت حمّى المواجهات بخصوص الوجود السوري في تركيا إلى منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، قاسمة الشعب التركي بين معسكرين، معسكر مؤيد لوجود السوريين ويدافع عنهم ويصحح النظرة السلبية إليهم، ومعسكر رافض لوجودهم ويعمل على خلق حالة من الكراهية ضدهم ويحاول تصويرهم بشتى الصور السلبية.
وبما المواجهة محتدمة في منصات التواصل الاجتماعي، كان لابد لسـ.لاحها الأمضى – ألا وهو الوسوم أو “الهاشتاغات” – أن يكون له الدور الأبرز في هذه المواجهات، مما جعل “حرب وسوم” حقيقية تشتعل مؤخراً في تركيا حول اللاجئين السوريين.
وعلى سبيل المثال، احتل وسم “Doğruyanlış (صح، خطأ)” الذي أطلقه مجموعة من الناشطين السوريين مراتب متقدمة في الترند التركي أمس الجمعة، وكان الهدف من الحملة التي تستخدم هذا الوسم هو تخفيف التوتر السائد ضد اللاجئين السوريين في تركيا، بعد الإجراءات الحكومية التي بدأت مؤخراً.
وحملت التغريدات ضمن هذا الوسم توضيحًا عن معلومات مغلوطة بحق السوريين المقيمين في تركيا، حاول فيها المغردون الرد على حملات التشويه المستمرة.
إقرأ أيضاً : ولاية اسطنبول تعطي السوريين المخالفين مهلة محددة لتسوية أمورهم
وبدأت الحملة يوم أمس الجمعة، وتفاعل مع الوسم 4124 مغردًا أعادوا تغريد المحتوى محققين وصولًا لأكثر من 123 ألف مستخدم، وبحسب الإحصائيات بلغ عدد التغريدات الأصلية 28%، وعدد التغريدات المعاد تغريدها 68% و4% للردود على التعليقات.
التغريدة الأكثر تفاعلًا كانت للناشطة السورية “لينا الشامي” كتبت فيها: “الخطأ: السوريون لم يناضلوا من أجل بلدهم، الصحيح: سقط في سوريا مليون شهيد خلال نضالهم من أجل بلدهم”، وشاركت الناشطة فيديو خلال مظاهرة لشبان سوريون يهتفون أمام الدبابات في بلدة “تفتناز” بريف إدلب سنة 2012.
وعلى النقيض مما سبق، أطلق مواطنون أتراك حملات مضادة يعتبرها الناشطون “عنصرية”، ناشرين من خلالها الأكاذيب والتحريض تجاه السوريين، حيث احتل وسم “suriyelileriistemiyoruz (لا نريد السوريين)” المرتبة الأولى في الترند التركي اليوم السبت.
ومن خلال هذا الوسم انتقد المغردون مظاهرة غاضبة سيقوم بها السوريون، رغم أن هذه المظاهرة من تنظيم مؤسسات تركية مناصرة للسوريين في تركيا.
وماذا بعد ؟
وكان وسم “suriyeliyim (سوري)” قد تصدر الترند التركي أيضًا قبل أيام، ودعا فيه المغردون لطرد السوريين، معتبرين أنه لا يجب التساهل مع من يريدون “الاستيلاء على البلاد” بحسب زعمهم.
ويزاد الاحتقان على وجود السوريين في تركيا تزامنًا مع سياسة جديدة تتخذها السلطات التركية تجاه المخالفين من السوريين وخاصة في ولاية إسطنبول.