تخطى إلى المحتوى

روبرت فورد يبعث رسالة للسوريين حول إمكانية تدخل الولايات المتحدة في إدلب

السفير الأمريكي روبرت فورد: حان الوقت لنكون صادقين مع السوريين!

منذ بدايات الثورة السورية، لم يكن الموقف الأمريكي من ممارسات نظام الأسد ضد شعبه موقفاً جدياً أو على مستوى الأحداث المهولة التي قلبت سوريا رأساً على عقب في واحد من أكثر مناطق العالم حساسية بالنسبة للولايات المتحدة نفسها قبل غيرها.

وهذا ما جعل الجميع – واعتماداً على معطيات الواقع وقرائن الأحداث – يوقن بأن الولايات المتحدة راضية تماماً عما يجري في سوريا، وأن ما يجري في الحقيقة يصب أولاً وآخراً في مصلحتها ومصلحة ربيبتها المدللة “إسرائيل”.

وفي سياق تبرير وتوضيح الموقف الأمريكي بشكل غير رسمي، كتب السفير الأمريكي الأسبق في دمشق “روبرت فورد” مقالة في جريدة “الشرق الأوسط” منذ يومين، أدت لعاصفة من الجدل في أوساط المتابعين للشأن السوري.

وقال فورد في معرض مقاله بأن: “الولايات المتحدة لن تتدخل لوقف قـ.صف إدلب”، وأوضح بأنه وبعد استقالته من منصبه بات بإمكانه الحديث بصراحة وأنه “حريّ بنا كأمريكيين أن نكون صادقين تماماً مع السوريين الآن”.

روبرت فورد
روبرت فورد

وكشف فورد أن بأن الفيتو “الروسي – الصيني” يقف حائلاً أمام أي قرار قد يتخذ بشأن سوريا، وأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتدخل عسكرياً كونه لا وجود لأي هجوم مباشر عليها كبلد من حقه الرد دون الرجوع إلى مجلس الأمن.

إقرأ أيضاً : جيمس جيفري يكشف عن عرض امريكي لروسيا بخصوص إدلب

وأضاف فورد قائلاً: “اقتسمت واشنطن وموسكو المجال الجوي السوري، إذ يسيطر الروس على جميع أجواء غرب نهر الفرات، فيما يسيطر الأميركيون على جميع الأجواء شرق النهر، وفي حال شرعت القوات الجوية الأميركية في التحليق فوق إدلب، سيكون هناك احتمال حقيقي للقتال بين الطائرات الحربية الروسية والأميركية، والحقيقة هي أنه لا أحد في الولايات المتحدة على استعداد للمخاطرة بحرب عالمية ثالثة بسبب سوريا”.

وقال فورد: “يمكننا أن نتساءل ما إذا كان الأميركيون يبالون حقاً بحياة المدنيين السوريين أم لا؟ عاطفياً، بالتأكيد يبالون، فقد عملوا مع الأمم المتحدة، وأنفقوا أكثر من 9 مليارات دولار لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين خارج سوريا، وهناك منطقة حظر طيران في شرق سوريا، لكن الغرض من منطقة حظر الطيران هذه هو مساعدة (قوات سوريا الديمقراطية) التي تقاتل داعش، ولا أحد يعلم كم من الوقت ستستمر منطقة الحظر الجوي هذه، أو تلك العلاقة الخاصة التي تربطنا بـقوات سوريا الديمقراطية، لكن خبرتنا تقول إنها ستنتهي يوماً ما”.

قاعدة التنف
قاعدة التنف الأمريكية جنوب سوريا

مشاركة محدودة

وتابع فورد بقوله: “منذ عهد الرئيس أوباما حتى اليوم، حرص الأميركيون على أن تكون مشاركتهم في سوريا محدودة، الرئيس ترامب أصر على ألا تقدم الولايات المتحدة كثيراً من التمويل لإعادة بناء الرقة، وفي الوقت نفسه لا يقدم الأميركيون أي مساعدة لتخفيف المعاناة الشديدة للنازحين بمخيم الركبان، بالقرب من قاعدة التنف في جنوب سوريا، فالأميركيون موجودون لمنع إيران من إيجاد طريق هناك لا أكثر”.

وختم فورد بقوله: “ومن الجدير بالذكر أن واشنطن منعت معظم المواطنين السوريين من الحصول على تأشيرات أميركية، واقترحت إدارة ترامب مؤخراً على الكونغرس حظر دخول أي لاجئ جديد، بما في ذلك السوريون، لذلك إذا كنت مواطناً سورياً، أنصحك بأمانة بألا تتوقع الكثير، ولا تنتظر جديداً من الولايات المتحدة”.

مدونة هادي العبد الله