بعد الأحداث الأخيرة التي تعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا على المستويين الشعبي والحكومي، عقدت قيادات حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا اجتماعاً في العاصمة أنقرة منذ يومين، ليتم اتخاذ جملة من القرارات الهامة بشأن اللاجئين السوريين.
وأكدت مصادر تركية بأن الحزب أوكل لمسؤوليه مهمة محاربة الشائعات التي يتعرض لها السوريون وإظهار عدم صحتها للرأي العام، وإبراز دور تركيا في استقبال اللاجئين وفتح أبوابها لهم دون التمييز بين عرق أو دين منذ العهد العثماني حتى اليوم.
ووفقاً لصحيفة “يني شفق” المقربة من الحزب، فإن القائمين على الاجتماع شددوا على ضرورة التصدي لـ “الحملات السوداء” التي يتعرض لها السوريون ودحض الشائعات التي تلاحقهم وعقد اللقاءات مع المواطنين الأتراك لتوضيح عدم صحتها.
وركز الحضور على أهمية نفي الأنباء التي تدعي قدرة الطلاب السوريين على دخول الجامعات دون اختبارات، وحصولهم على منح مالية ومنازل مجانية من الحكومة ومشاركتهم في الانتخابات، إضافة إلى وجود امتيازات للسوريين داخل المشافي والمراكز الطبية.
إقرأ أيضاً : والي إسطنبول يوضح جديد القرارات المتعلقة بالسوريين وسياسة تركيا تجاههم
وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة الحزب طلبت من الحاضرين تنشيط استخدام المراكز الصحية المخصصة للاجئين وتفعيلها بشكل أكبر والتي يبلغ عددها 189 مركزاً في 21 ولاية تقدم الخدمات الصحية واللقاحات وخدمات الولادة في كل منطقة تحوي أكثر من 20 ألف سوري.
وخلال الفترة الأخيرة، بات السوريون في تركيا بين مطرقة الشعب التركي الذي لم يعد يتقبل وجودهم، وبين سندان الحكومة التركية التي بدأت فجأة بحملة شديدة الصرامة لتطبيق شتى القوانين عليهم بعد سبع سنوات من التساهل وتيسير الأمور.
نتائج صادمة
الصادم في الموضوع هو النتيجة التي كشفها مؤخراً استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات التركية في جامعة “قادر هاس” عن موقف الشعب التركي من اللاجئين السوريين.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على عينة من الناس في مختلف المحافظات التركية وعلى مدار 4 أعوام، أن نسبة رفض اللاجئين السوريين وصلت إلى 67% عام 2019، وذلك بعد أن كانت نحو 57% عام 2016.
ومثلت النتائج صدمة لدى المراقبين، خاصة وأن نسبة الرفض ارتفعت بين جمهور حزب “العدالة والتنمية” الحاكم إلى 59%، بينما وصلت لدى حزب “الشعب الجمهوري” المعارض إلى أكثر من 80%.