تخطى إلى المحتوى

استطلاع أجرته باحثة إسرائيلية حول العلويين ” لسنا شبيحة والسنة متطرفون ولن يحكموا سوريا”

كشف استطلاع رأي واسع النطاق تم إجراؤه في أوساط القاعدة الشعبية المؤيدة لنظام الأسد عن آراء صادمة ومباشرة حول نظام الأسد والثورة السورية وباقي مكونات الشعب السوري ومستقبل الحكم في سوريا.

وتم هذا الاستطلاع في سياق دراسة أجرتها الباحثة الإسرائيلية “إليزابيث تسوركوف”، وقد تم نشر أجزاء من هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة “نيويورك بوك ريفيو”.

حيث أجرت الباحثة استطلاع رأي للعلويين في سوريا استغرق عدة أشهر لإنجازه، وتضمن الاستطلاع شهادات مباشرة، وحوارات تمت عبر الهاتف، حيث ينتمي العلويون إلى مجتمع مغلق، ويصنفون على أنهم موالون لنظام الأسد، إذ تجمعوا لدعمه في محاولة منهم لإبقائه في السلطة.

ويعيش المجتمع العلوي حالياً مرحلة تقييم نتائج الحـرب المدمـرة التي رماهم نظام الأسد كوقود لها، ويجدون أنفسهم في موقع المنتصر، إلا أن هذا النصر – إن جاز لنا تسميته نصراً – لم يكن بلا تكلفة، بل دفعوا ثمنه باهظاً.

وكان نظام الأسد قد اعتمد عليهم في وحدات الجــيش والميليشيات التي أرسلها إلى الخـطوط الأمامية، رغم نسبتهم القليلة في سوريا، الأمر تسبب بخـسائر كبيرة في صفوف شباب الطــائفة، وفي الوقت نفسه يسيطر العلويون على جـيش النظام الذي ارتكب فـظائع بحق السوريين، مما ربط العلويين مباشرة بهذه الفظـائع.

إقرأ أيضاً : معارض علوي ينقل صيحات العلويين في الساحل المطالبة بالتقسيم والانفصال عن الأسد

الباحثة الإسرائيلية “إليزابيث تسوركوف”

ومع ذلك نفت إحدى السوريات العلويات ممن تم الحديث معهم بأن يكون العلويون هم المستفيدين وقالت: “هنالك نسبة صغيرة فقط من العلويين الذين استفادوا من الحـرب، الغالبية العظمى فقـراء وجيـاع، لقد تحمل المجتمع العلوي ألمـاً وموتـاً غير مسبوقين، ولم نعد نسمع حتى ضحكة الأطفال، هنالك أحياء بأكملها بدون شباب، الفـقر والألـم والجـوع في كل مكان”.

ونظراً لانخراط شباب الطائفة بالقـ.ـتال لدعم نظام الأسد، قـتل عدد كبير منهم وتعرض البقية لعـاهات مستديمة، وأدت العقـوبات المفروضة على النظام لازدياد حالة الفــقر التي يعيشونها، والتي ازدادت عما كانت عليه في 2011.

واعتمد الأسد الأب منذ البداية على العلويين لضبط الجيش، حيث ينتمي 87% من ضباطه إلى الطائفة العلوية، ويسيطر العلويون على المخـابرات، والوحدات العسـكرية الخاصة، بما في ذلك قـوات النمر، والحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة.

وذكرت الباحثة أن الفجوة بين السُـنّة والعلويين في سوريا اتسعت، حيث يرى العلويون أن السنة “متطـرفون” بحسب زعمهم، ولذلك يدعمون حكم الأقلية في سوريا للحفاظ على الطابع العلماني للحكم.

ضحايا جيش الأسد
ضحايا جيش الأسد

لا نريد حكم “السُنّة”

وتعليقاً على ذلك قال أحد المهندسين العلويين في سياق الاستطلاع: “إذا كنا نخاف من السنة أو غيرهم بنسبة 10%، فإن النسبة الآن هي 90%، فإذا كان الشخص الذي سيتولى زمام الأمور سنياً، سيكون من المؤكد بأنه قد تأثر بالحركات السـنية المـتشددة”.

وأضاف بقوله: “أود أن يكون المسؤول منفتح الذهن قدر الإمكان وأقل تأثراً بطــائفته، فالحرب عززت الفكرة التي تقول بأنه من الذكاء أن يقود الدولة شخص علوي، دوناً عن كل المكونات الأخرى في المجتمع”.

من جهته قال أحد ضباط المخابرات ممن شملهم الاستطلاع بشكل سري: “يمكن للأقلــيات السورية أن تعيش بدون النظام، ولكن فقط في دولهم الخاصة وليس في سوريا الموحدة، نحن كعلويين آمنـون فقط في ظل النظام أو في دولة مستقلة”، حيث يعتبر هذا الرأي واحداً من آلاف الآراء التي قالت صراحة بأنها مع الانفصـال وتكوين نظام فدرالي في حال سقوط نظام الأسد.

مدونة هادي العبد الله