تخطى إلى المحتوى

تركيا تلوح بإنشاء المنطقة الآمنة لوحدها في حال عدم الاتفاق مع الولايات المتحدة

يستمر التصعيد السياسي والعسكري من كل الجهات بالتزايد فيما يخص إنشاء المنطقة الآمنة المزمعة في الشمال السوري، فقد هـ.ددت تركيا بأنها ستضطر لإنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا بمفردها، في حال لم يتم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد.

وقال وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” يوم أمس الاثنين بأنه أبلغ نظيره الأمريكي أن تركيا ستعمل على إنشاء المنطقة الآمنة في حال عدم التوصل لتفاهم مشترك مع الولايات المتحدة، وطالب آكار واشنطن بوقف دعم ميليشيا “قسد” في الشمال السوري، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد “مارك إسبر”.

وكثفت تركيا والولايات المتحدة مؤخراً المحادثات بشأن إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، دون الوصول إلى اتفاق واضح حتى الآن، حيث تعتبر تركيا بأن إنشاء المنطقة الآمنة يأتي من أجل الحفاظ على أمنها القومي، وتسعى إلى إفراغ شريطها الحدودي مع سوريا من ميليشيا “قسد” التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

إقرأ أيضاً : تركيا ترفض المقترحات الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة شرق الفرات

خلوصي أكار وزير الدفاع التركي في زيارة للحدود السورية التركية

وكان وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” قد أكد بأن تركيا لم تتوصل بعد لاتفاق بخصوص المنطقة الآمنة شرقي الفرات مع الأمريكيين، وقال: “الاقتراحات الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا وعمقها وإدارتها لم تصل لمستوى طمأنتنا”.

بعد أن وصلت المفاوضات بين كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول المنطقة الآمنة إلى نهاية مسدودة، تشهد مناطق شمال سوريا تصعيدًا ميدانيًّا وتحشيدًا عسكريًّا من جانب تركيا والولايات المتحدة على حد سواء.

توتر عسكري

وأفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأنه وعقب انتهاء المحادثات الأخيرة للوفد الأمريكي مع المسؤولين الأتراك في أنقرة قبل أيام، لجأ كل طرف إلى التصعيد الميداني والتأهب بحشد قواته وقوات الفصائل الموالية له، وذلك على خطوط التماس قرب منبج شمال حلب وعلى جانبي الحدود السورية التركية.

وأوضحت الصحيفة بأن الجولة الأخيرة من المحادثات كشفت عمق الفجوة بين موقفي واشنطن وحلفائها من جهة، وأنقرة من جهة أخرى، حول عمق المنطقة الآمنة ومصير ميليشيا “قسد” وسلاحها الثقيل، إضافة إلى السيطرة على المنطقة وإدارتها، لكن الخلاف بين الطرفين كان أقل حدة بالنسبة لما تبقى من خارطة منبج.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انتهاء المحادثات، واصلت أنقرة تصعيد موقفها سياسيًّا وحشد قواتها وفصائل موالية لها على الحدود، وفتح الجيش التركي ثغرات قرب الحدود في مناطق مقابلة لتل أبيض وأبلغ فصائل سورية معارضة بالاستعداد لمعركة شرق الفرات، كما حشدت قواتها على أطراف منبج.

وفي المقابل، زار قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال “كينيث ماكينزي” مناطق شرق الفرات، كما عزز التحالف دورياته في تل أبيض ومدن كردية ومناطق أخرى لإيصال رسال عدة إلى تركيا.

مدونة هادي العبد الله