تناقلت منصات التواصل الاجتماعي صورة تم التقاطها داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة ومن أمام الكعبة ، تظهر شخصاً يحمل رسالة مكتوبة بخط اليد وباللغة التركية، وتشرح الرسالة حالة اللاجئ السوري في الآونة الأخيرة ضمن الأراضي التركية وطريقة التعامل معه على المستويين الشعبي والحكومي بشكل مفاجئ وغير مسبوق.
وأتى في نص الرسالة كما تم ترجمتها: “يا إلهي، لقد أتيت الى بيتك المبارك، هل تقبلني كلاجئ عندك؟ يا ربي هل تعطيني حق العيش؟ انا لا اريد المساعدة من أحد، هل تعطيني حق العمل؟ يا إلهي ألا تخبر الناس أن السوريين هم عبيدك؟ يريدوننا خارج الحدود، حتى الجيران عندما يروننا يتصلون بالشرطة، وعندما نتكلم اللغة العربية (لغة القرآن) يهربون منّا، هل الدخول الى الجنة يحتاج هوية؟”
إقرأ أيضاً : السلطات التركية توقف ترحيل المخالفين إلى سوريا وتتخذ إجراءات جديدة بشأنهم
وللأسف، فقد كشفت الأحداث الأخيرة التي تعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا أموراً كثيرة زادت من محنة هذا الشعب الذي شردته الآلة الحربية لنظام شمولي قمعي لم يرحمه، وتبقى حقيقة أن الواقع الذي يرزح هذا الشعب المكلوم تحته لم يعد ساراً على الإطلاق في كل دول اللجوء “الجارة” التي لم تعد تحتمل وجود هذا الشعب على أراضيها.
وخلال الفترة الأخيرة، بات السوريون في تركيا بين مطرقة الشعب التركي الذي لم يعد يتقبل وجودهم، وبين سندان الحكومة التركية التي بدأت فجأة بحملة شديدة الصرامة لتطبيق شتى القوانين عليهم بعد سبع سنوات من التساهل وتيسير الأمور.
نتائج صادمة
والصادم في الموضوع هو النتيجة التي كشفها مؤخراً استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات التركية في جامعة “قادر هاس” عن موقف الشعب التركي من اللاجئين السوريين.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على عينة من الناس في مختلف المحافظات التركية وعلى مدار 4 أعوام، أن نسبة رفض اللاجئين السوريين وصلت إلى 67% عام 2019، وذلك بعد أن كانت نحو 57% عام 2016، أي أن نسبة الأتراك الذين يتقبلون وجود اللاجئين السوريين على أراضيهم هي 33% فقط من مجمل الشعب التركي.