يعيش نظام الأسد أياماً غير سارة على الإطلاق في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ظل حصار اقتصادي يزداد إحكاماً حوله يوماً وراء يوم بسبب ممارساته في المنطقة بشكل عام، وقد كشفت مصادر إسبانية عن لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى نوع آخر في حربها الاقتصادية ضد نظام الأسد، وذلك عن طريق منعه من الاستفادة من موارد النفط والغاز.
وجاء في تقرير لصحيفة “بوبليكو” الإسبانية بأن الولايات المتحدة عمدت إلى استخراج النفط من مناطق شرقي الفرات ثم بيعه في السوق السوداء وتصديره لمنع وصوله لنظام الأسد، إضافة لاستهدافها مؤخراً أنابيب الغاز وخطوط النفط وتدمير منشآت النفط والبنية التحتية والسكك الحديدية التي تنقل الفوسفات شرقي مدينة حمص.
وأشار التقرير إلى أن الهدف الرئيسي من إنشاء الولايات المتحدة لقاعدة التنف على الحدود السورية الأردنية العراقية هو منع أيّ اتصال بري بين إيران ولبنان، بعد أن كان الهدف منها قتال تنظيم “داعش”، حيث فرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات الاقتصادية على نظام الأسد منعته من حصوله على النفط من عدة دول، ومنع وصول النفط إليه من مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”.
إقرأ ايضاً : عقوبات أمريكية قادمة هي الأشد على الأسد وداعميه بعد تمرير هذا القرار
الجدير بالذكر أن العقوبات الأمريكية على نظام الأسد منعت مرور ناقلات النفط الإيرانية عبر قناة السويس، ما جعل إيران تلجأ لسلك طرق جديدة عبر مضيق جبل طارق، الأمر الذي أدى لاحتجاز بريطانيا خلال الشهر الفائت للناقلة الإيرانية “غريس 1” التي كانت متجهة إلى ميناء طرطوس لتزويد النظام بالنفط الخام.
وفور اكتشاف أمر الناقلة ونيتها بالتوجه إلى سوريا في كسر صريح وواضح للعقـوبات المفروضة على كل نظامي سوريا وإيران، تم احتجاز الناقلة بأمر من حكومة جبل طارق في المياه الإقليمية الإسبانية.
وقالت وكالة “رويترز” وقتذاك بأنه قد جرى تحميل الناقلة المذكورة بنفط خام إيراني في 17 نيسان أبريل الماضي، وإذا تأكد أنها كانت تحاول تسليم هذه الشحنة إلى سوريا فقد يمثل هذا انتهاكا للعـقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية، فضلا عن العقـوبات على النظام السوري.
شحنات مشبوهة
وقد اعتبر رئيس حكومة جبل طارق “فابيان بيكاردو” بأن لدى حكومته كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد بأن السفينة المحتجزة كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ألا وهو النظام السوري، وصدر يوم أمس قرار بتمديد احتجاز الناقلة لمدة 14 يوماً إضافية.
أما الخارجية الإيرانية فقد استدعت يوم أمس سفير بريطانيا لديها للاحتجاج على احتجاز حكومة جبل طارق التابعة لبريطانيا ناقلة نفط إيرانية، للاشتباه في أنها تحمل نفطا إلى سوريا، وطالبت إيران بالإفراج عن الناقلة.