تخطى إلى المحتوى

صحيفة روسية تكشف استياء الشارع الروسي من بوتين قبيل الانتخابات المقبلة

مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في روسيا إبان الانتخابات المحلية الأخيرة ومحاولة حزب بوتين السيطرة عليها بالكثير من الطرق الملتوية، يتضح يوماً وراء آخر بأن النظام الحاكم في روسيا – والذي يسيطر عليه بوتين منذ عشرين عاماً – مصر على إدخال روسيا في نفق مظلم.

وكان بوتين خلال العشرين عام يحاول التحايل على ذلك وتمويهه فيما مضى، إلا أنه بات يقوم بذلك الأمر مؤخراً علانية وبشكل واضح وصريح بلا ضابط ولا رابط.

ويصر الكرملين على مواصلة نهج القمع للاحتجاجات ووصفها بانها “اعمال شغب لا ينبغي السماح بتكرارها”، وعلى الرغم من الغرامات والاعتقـ.الات والاتهامات، إلا أن كل ذلك بدا وكأنه انتصار للمحتجين، الأمر الذي لا يمكن أن تسمح به السلطة، مما حدا بها إلى التصعيد واعتبار الاحتجاجات أعمال شغب “مخطط لها” تندرج في خانة الأعمال الجـ.رمية.

وترى المعارضة في روسيا بأن الكرملين بسلوكه حيال الاحتجاجات يعلن صراحة بأنه قد توصل إلى الاستنتاج بأن “طقوس التمويه المعتادة” قد انتهت وظيفتها ولم يعد بحاجة لها، وأنه قد قرر أن “ينتخب نفسه بنفسه”، وأن السلطة المركزية قد نضجت لرفض جميع الطقوس الانتخابية، واختارت انتخابات برلمان موسكو مناسبة للإعلان عن ذلك.

حيث باتت السلطة في الكرملين تعتبر بأن الشعب مدين لها “بالعملية المرهقة” في تنظيم الانتخابات على مختلف المستويات كل أيلول سبتمبر، ولذلك فإن أية علامات جحود وتمرد ستعتبرها السلطة بمثابة خيانة، فالطقوس الانتخابية العادية يمكن الحفاظ عليها، طالما أن جميع المشاركين فيها يلتزمون بأدوارهم

فالفئات الدنيا كانت طيعة دوماً، والمعارضة من داخل النظام كانت تنفذ الأوامر، أما المعارضة من خارج النظام وأنصاف المعارضة، فقد تمرنت مع الوقت على التكيف مع العمليات المعقدة التي ابتدعها النظام لاستبعادها، وبقيت تحاول وتحاول دون جدوى القفز عبر الطوق، الذي كان النظام يضيقه ويرفعه باستمرار.

صورة من المظاهرات في العاصمة موسكو

إقرأ أيضاً : آلاف الروس يتظاهرون في موسكو ضد بوتين ويرفعون شعار “بوتين يكذب”

ومع استمرار الاحتجاجات الشعبية المفاجئة، أصدرت لجنة الانتخابات الإتحادية وعداً بالنظر في كافة طلبات الترشيح التي رفضتها لجنة انتخابات موسكو، بل وتم قبول طلب ترشيح ممثل أحد الأحزاب الليبرالية المعارضة، إلا أن بعض جهات المعارضة رأت في هذا التصرف محاولة مكشوفة من قبل النظام لشق صفوف المحتجين.

وخلال هذا الجو المحتدم الذي يخيم على الأجواء الداخلية في أنحاء روسيا، وجد “مركز ليفادا” لاستطلاعات الرأي الوقت مناسباً لنشر نتائج بحث قام به حول رأي الروس ببقاء بوتين في السلطة بعد انتهاء عهده العام 2024، وتحت عنوان “روسيا أخذت تتعب من بوتين” نقلت صحيفة القوميين الروس عن هذا البحث إشارته إلى أن أكثر من ثلث الشعب الروسي لا يريد بقاء بوتين في السلطة.

احتمالات مفتوحة

وتقول الصحيفة بأن بوتين نفسه لا ينوي البقاء رئيساً بعد انتهاء مدته الرابعة، بل قد يبقى في السلطة بعد انتخابات 2024 كرئيس للوزراء بعد توسيع صلاحياته على حساب الرئيس، كما أن الكرملين عازم على تغيير قانون الانتخاب بما يخفض من عدد نواب الدوما وفق اللوائح الحزبية، وزيادة عدد نواب الأقاليم كنواب مستقلين.

لكن المحللين السياسيين يرون، بأن خطة الكرملين هذه تشكو من خلل يتمثل في أن خروج بوتين من موقع الرئاسة سوف يؤدي إلى تبدل جذري في النخبة الروسية، فخلال سنوات حكمه أفرغ بوتين الساحة السياسية كلياً وخلق فراغاً سياسياً، الأمر الذي سيفتح المجال على إمكانية القفز إلى “السلطة التائهة” من قبل الطارئين المستعدين لكل شيء، وليس فائض العنف الذي استخدم ضد احتجاجات موسكو أمراً طارئاً، بل هو نهج ثابت لسلطة الكرملين الراهنة، ولن يشهد سوى التصعيد في استخدامه من أجل تكريس شعار “بوتين أو لا أحد”، والذي نعرفه في المنطقة جيداً.

مدونة هادي العبد الله