بعد هدوء حذر ساد مناطق الشمال المحرر منذ مساء أمس، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين فصائل الثورة من جهة وميليشيات نظام الأسد من جهة أخرى، وذلك على مختلف جبهات ومناطق محافظة إدلب ومحيطها، المعقل الأخير والأهم لفصائل الثورة السورية.
وفي هذا الصدد، قال “جابر علي باشا ” القائد العام لفصيل “حركة أحرار الشام الإسلامية” اليوم الجمعة، بأن النظام السوري لجأ لإعلان هدنة شمالي سوريا، بعد فشله بتحقيق أهداف الحملة العسكرية التي أطلقها بالمنطقة.
وأضاف علي باشا في بينا له بأنّ النظام وبعد عجزه عن الاستمرار في المعركة سارع إلى الإعلان عن موافقته على وقف إطلاق النار، لكي يحفظ ماء وجهه الذي أريق أمام حاضنته وداعميه، وادّعى كذباً بأن الموافقة مشروطة بسحب السلاح الثقيل والانسحاب ٢٠ كم ونحو ذلك، ليذر الرماد في العيون ويوهم أنصاره بتحقيق نصر على الأرض.
وتابع بأنّ الهدنة جاءت بعد ثلاثة أشهر من بدء النظام وروسيا حملة عسكرية على شمالي البلاد، ارتبكوا خلالها أشنع المجازر وهجّروا مئات الآلاف ودمروا عشرات المدن والبلدات.
إقرأ أيضاً : البيان الختامي لمؤتمر أستانة 13 أبرز المقررات والنتائج
وجاء في البيان أن النظام وروسيا لم ينجحوا إلا بالسيطرة على بضع قرى “تعد ساقطة عسكرياً، وكانت فاتورة خسائرهم في الأرواح والعتاد باهظة، فقتلاهم وجرحاهم وآلياتهم المدمرة بلغت الآلاف”.
وأكد أن الفصائل ستعيد ترتيب صفوفها وتنظيمها وتستمر بالإعداد والتدريب وتحصين مناطقها، وستبقى على حذر لأن النظام وروسيا لا عهد لهم ولا ذمة، وقد نقضوا هدناً كثيرة سابقة وآخرها اتفاق “سوتشي”.
من جهتها أعلنت “هيئة تحرير الشام” في بيان لها ظهر اليوم الجمعة موافقتها المبدئية على اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وأكدت أنه نعى الحملة العسكرية لروسيا ونظام الأسد على المنطقة وفضح حقيقة النظام المتهاوي.
هدوء نسبي
وكان رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة “أحمد رمضان” قد أعلن يوم أمس عن وقف لإطلاق النار في الشمال السوري ضمن منطقة خفض التصعيد، وشهدت مناطق الشمال السوري منذ صباح اليوم هدوءاً حذراً، بينما لم يتم تسجيل إي طلعات جوية أو قصف في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
فيما نقلت وكالة أنباء نظام الأسد “سانا” عن مصدر عسكري قوله بأنه قد تمت الموافقة على وقف إطلاق النار في إدلب اعتباراً من منتصف ليلة الخميس “شريطة تطبيق اتفاق سوتشي”، والذي ينص على تراجع الفصائل بحدود ٢٠ كم من خط منطقة خفض التصعيد وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.