بعد يوم على إعلان وقف إطلاق النار بين فصائل الثورة وميليشيات نظام الأسد وحلفائه في الشمال السوري، وبعد اختتام أعمال الجولة الثالثة عشرة من مباحثات “آستانا” حول القضية السورية يوم أمس، بدأت بعض مناطق أرياف إدلب تشهد توافد أهاليها إليها بعد نزوحهم بسبب القضف واشتداد المعارك.
وقد نقل مراسلون ميدانيون اليوم بأن المدنيين النازحين بدأوا بالعودة إلى منازلهم في الريف الجنوبي لإدلب، بعد وقف إطلاق النار في المنطقة بين النظام والفصائل، وأضاف المراسلون بأن عودة النازحين ما زالت خجولة وحذرة، وسط تخوفات من خروقات تطال مناطقهم بشكل مفاجئ، بعد تسجيل بعض الخروقات يوم أمس من قبل نظام الأسد.
وتضمنت المناطق التي بدأت تستقبل عددًا من العائلات كلًا من مدن خان شيخون ومعرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بعد أن نزح أهاليها سابقًا إلى مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي.
إقرأ أيضاً : اليوم الأول في إدلب بعد إعلان الهدنة ليلة أمس
جاء ذلك بعد الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار في ريفي حماة وإدلب بين فصائل الثورة وقوات النظام ضمن الجولة الثالثة عشرة لمحادثات آستانا، حيث قال مدير قسم آسيا وإفريقيا في خارجية كازاخستان “موكاش سيريكولي” يوم أمس بأن: “القسم الرئيسي من المعارضة السورية المشاركة في محادثات أستانا وافق على وقف إطلاق النار في إدلب”.
وأوضح سيريكولي للصحفيين بقوله: “أعلن المشاركون وقف إطلاق النار ودخل هذا القرار حيز التنفيذ، لأن الاتفاق بين النظام والمعارضة المسلحة المعترف بها هو أمر لوحده، وهناك منظمات إرهابية أخرى في المكان ذاته مثل تنظيمات داعش والقاعدة لم تلتزم، لكن القسم الرئيسي من المعارضة الممثلة هنا وافقت” بحسب زعمه.
خروقات مستمرة
وسجلت المراصد العسكرية ومنظومة الدفاع المدني عددًا من الخروقات المتمثلة بقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، طال مدن وبلدات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
وفي وقت سابق صرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “فرحان حق” بأن قرابة ثلاثة ملايين امرأة وطفل ورجل عالقين تحت القصف في شمال غرب سوريا، بينما قتل أكثر من 800 مدني منذ اواخر نيسان أبريل الماضي، ونزح أكثر من 440 ألفاً آخرين.