بعد أن اختتمت أعمالها ظهر يوم أمس بالعاصمة الكازاخية “نور سلطان”، انتهت الجولة الثالثة عشرة من سلسلة محادثات “آستانا” حول الملف السوري دون الوصول إلى نتائج واضحة، وفي الوقت نفسه كشفت مصادر دبلوماسية شاركت في المحادثات عن أبرز نقاط الخلاف التي شهدتها هذه الجولة، موضحة تفوق الرؤية التركية في عدد من النقاط.
وقالت المصادر بأن موسكو فشلت في إقناع أنقرة بالضغط لإحداث اقتتال في الشمال السوري يحارب فيه المعتدلون ضد المتطرفين – بحسب وصفها – إلى أن اتفق المجتمعون على القلق البالغ جراء وجود “هيئة تحرير الشام” في المنطقة، وأكدوا عزمهم على تعزيز التعاون من أجل القضاء على جميع تنظيمات “القاعدة وداعش”.
وأضافت المصادر بأن أنقرة حصلت في المقابل على تنازل من موسكو، تضمن فيه الحفاظ على أمن وسلامة الضباط والجنود الأتراك في جميع نقاط المراقبة التركية الموجودة في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وذلك بعد تعرُّض بعضها سابقاً للاستهداف من قِبل ميليشيات الأسد.
إقرأ أيضاً : بعد فشل المفاوضات مع الجانب الأمريكي تركيا تصرح حول المنطقة الآمنة
وشهدت المحادثات خلافات روسية إيرانية حول فقرة الجولان السورية المحتلة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييد السيادة الإسرائيلية على الهضبة، وبعد تنسيق “روسي – تركي” بحسب المصادر، جرى اعتماد فقرةٍ وَسَطٍ تم التأكيد فيها على احترام القرارات القانونية الدولية حول هذا الشأن، بما فيها قرارات الأمم المتحدة الرافضة لاحتلال الجولان.
وأوضحت المصادر بأن الخلافات على اللجنة الدستورية السورية لم تحسم خلال المحادثات، في حين توافقت الدول الثلاث الضامنة على رفض المشاريع الانفصالية لميليشيا “قسد” والتي تهدد وحدة سوريا وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة.
وقف إطلاق النار
وكان ضامنو أستانا قد أكدوا في البيان الختامي لهذه الجولة أمس بأن جميع الأطراف توافقت على استبعاد الحل العسكري للقضية السورية، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للملف السوري على أساس القرارات الأممية ومخرجات مؤتمر “سوتشي”، وتوافقوا على ضرورة إقرار الهدنة على الأرض في إدلب وتطبيق كافة الاتفاقات السابقة.
يشار إلى أنه وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية، واختتام الجولة الثالثة عشرة من محادثات آستانا حول الملف السوري، قال “أحمد طعمة” رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا بأن وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد سيطبق بضمانة تركيا وروسيا وإيران، وهو الأمر الذي مازال سارياً حتى هذه اللحظة.