تخطى إلى المحتوى

مستشار الرئيس التركي يروي مناشدة سيدة تركية له لمنع ترحيل جيرانها السوريين

روى الدكتور “ياسين أقطاي” مستشار الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قصة سيدة تركية تواصلت معه مؤخراً، لتطالب بعدم ترحيل جيرانها السوريين من مدينة إسطنبول التركية.

وقال أقطاي في سياق روايته للقصة: “حدثتني سيدة عبر الهاتف وكان صوتها مغموماً كثيراً، إذ أخذت تسرد عليّ قلة الحيلة التي تشعر بها دون أن تعرفني بنفسها أو تقص عليّ ما هي مشكلتها، فاعتقدت لوهلة بأن هذه المكالمة مثل سائر المكالمات التي أتلقاها يومياً، ولهذا فقد استمعت لبرهة بشكل روتيني، ثم طلبت منها أن تعرفني باسمها وبمشكلتها لتدخل في الموضوع مباشرة”.

وتابع أقطاي قائلاً: ” روت لي السيدة بأنه قد كان لها جار سوري يجاورها منذ سنوات، ومنذ أن سكن في حيهم، اعتادوا عليه وصار جزءاً من حياة كل واحد من سكانه لدرجة أنه أصبح وكأنه فرد من أسرة كل ساكن من سكان الحي”.

إقرأ أيضاً : باحث تركي يوجه رسالة حاسمة للأتراك: ابقوا ساعة في معرة النعمان لتفهموا معاناة السوريين

مستشار الرئيس التركي الدكتور ياسين أقطاي

واستطرد أقطاي على لسان السيدة: “فعلى سبيل المثال عندما أمرض يهتم بي ويساعدني بالقدر الذي لا أراه من عائلتي، لقد حارب هو وأقاربه ضد ظلم نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في سوريا، فقتـ.ل شقيقه وأصيب هو في قدمه، والآن يعيش حياته الطبيعية بعدما ركب قطعة من البلاتين”.

وتابعت السيدة قائلة: “جاء إلى تركيا حيث سُمح له بالإقامة في إحدى مدنها، لكنه عجز عن توفير احتياجاته في تلك المدينة، ولهذا أتى إلى إسطنبول، ومنذ ذلك اليوم وهو يعيش في المكان ذاته، لقد كان وهو في سوريا رجل أعمال لديه القدر الكافي من التجارة، لكنه الآن يعمل في أي عمل يجده في إسطنبول، أعمال نقاشة أو مقاولات أو ما إلى ذلك، لكن عندما يجلس في منزله وهو جائع لا يخبر أحدا بأنه جائع بالرغم من احتياجه للمساعدة”.

علاقات ودّ ومحبة

واستمرت السيدة التركية بقولها: “يحبه كل سكان الحي ويعتبرونه واحدا منهم، لكنه اضطر للاختباء بمنزله ما إن بدأت الإجراءات المعروفة قبل فترة قصيرة، فهو لا يخرج منه أبداً، ذلك أنه لو عاد إلى المدينة المسجل بها فإنه سيكون قد فقد الحياة التي أسسها لنفسه هنا، كما أنه يستطيع توفير احتياجاته بطريقة ما بالعمل هنا، فماذا سيفعل هناك إذن؟ ولهذا فقد جمعنا التوقيعات نحن سكان الحي لأننا لا نريد أن يتركنا جارنا السوري، فنقول للمسؤولين لا تأخذوا جارنا منا”.

وأكمل الدكتور أقطاي قائلاً: “ثم تحول صوت السيدة المتصلة وكأنها ستبكي بنهاية كلامها، وبالفعل بعدما أنهت كلامها بكت بكاء شديداً، ولا أخفيكم سرا أنني كذلك لم أستطع السيطرة على دموعي، وشعرت وكأن الكلام قد وقف في حلقي”.

وتأتي هذه القصة التي رواها الدكتور أقطاي كقصة من عديد القصص التي يواجهها السوريون مؤخراً في إسطنبول، التي تشهد حملة تطبيق صارمة للقوانين بحق اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة، والمعرضين بشكل كبير للترحيل إلى ولايات أخرى، الأمر الذي سيضر بأعمالهم واستقرارهم وحياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

مدونة هادي العبد الله