تخطى إلى المحتوى

باحث تركي يوجه رسالة حاسمة للأتراك: ابقوا ساعة في معرة النعمان لتفهموا معاناة السوريين

بعد حملة شعبية وإعلامية ضخمة ضد السوريين في تركيا، ترافقت مع حملة قانونية صارمة تجاههم، تعالت بعض الأصوات من الشعب التركي نفسه للدفاع عن السوريين ومحاربة الصور المغلوطة تجاههم والمتفشية في المجتمع التركي بقصد أو بدون قصد.

وفي هذا الصدد، سلط أحد رجال الدين الإسلاميين الأتراك ألا وهو الدكتور “محمد أمين يلدرم” رئيس وقف السير الضوء على الأهوال التي يعيشها السوريين في الشمال السوري المحرر.

وكان يلدرم قد ذهب مؤخراً الى مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وشاهد بنفسه الدمار ورعب القصف وحال السوريين المقيمين هناك، الأمر الذي دفع به لنشر تغريدة على موقع “تويتر” قال فيها: “عندما تبقى ساعة واحدة فقط في معرة النعمان في سوريا ستفهم وقتها لماذا لا يعود السوريون الى بلدهم! تقولون للسوريين ارجعوا الى بلدكم، يعني أنكم تقولون لهم موتوا مع نسائكم وأطفالكم، يجب علينا ان نلغي هذا التفكير من عقولنا الى الأبد”.

ومؤخراً انتقلت حمّى المواجهات بخصوص الوجود السوري في تركيا إلى منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، قاسمة الشعب التركي بين معسكرين، معسكر مؤيد لوجود السوريين ويدافع عنهم ويصحح النظرة السلبية إليهم، ومعسكر رافض لوجودهم ويعمل على إثارة الكراهية ضدهم ويحاول تصويرهم بشتى الصور السلبية.

إقرأ أيضاً : نشطاء أتراك ينظمون وقفة احتجاجية مع السوريين في إسطنبول (فيديو)

وبما المواجهة محتدمة في منصات التواصل الاجتماعي، كان لابد لسلاحها الأمضى – ألا وهو الوسوم أو “الهاشتاغات” – أن يكون له الدور الأبرز في هذه المواجهات، مما جعل “حرب وسوم” حقيقية تشتعل مؤخراً في تركيا حول اللاجئين السوريين.

وعلى سبيل المثال، احتل وسم “Doğruyanlış (صح، خطأ)” الذي أطلقه مجموعة من الناشطين السوريين مراتب متقدمة في الترند التركي أمس الجمعة، وكان الهدف من الحملة التي تستخدم هذا الوسم هو تخفيف التوتر السائد ضد اللاجئين السوريين في تركيا، بعد الإجراءات الحكومية التي بدأت مؤخراً.

الدكتور “محمد أمين يلدرم” رئيس وقف السير

وحملت التغريدات ضمن هذا الوسم توضيحًا عن معلومات مغلوطة بحق السوريين المقيمين في تركيا، حاول فيها المغردون الرد على حملات التشويه المستمرة.

إشاعات ومغالطات

وعلى النقيض مما سبق، أطلق مواطنون أتراك حملات مضادة يعتبرها الناشطون “عنصرية”، ناشرين من خلالها الأكاذيب والتحريض تجاه السوريين، حيث احتل وسم “suriyelileriistemiyoruz (لا نريد السوريين)” المرتبة الأولى في الترند التركي اليوم السبت.

ومن خلال هذا الوسم انتقد المغردون مظاهرة غاضبة سيقوم بها السوريون، رغم أن هذه المظاهرة من تنظيم مؤسسات تركية مناصرة للسوريين في تركيا.

وكان وسم “suriyeliyim (سوري)” قد تصدر الترند التركي أيضًا قبل أيام، ودعا فيه المغردون لطرد السوريين، معتبرين أنه لا يجب التساهل مع من يريدون “الاستيلاء على البلاد” بحسب زعمهم.

ويزاد الاحتقان على وجود السوريين في تركيا تزامنًا مع سياسة جديدة تتخذها السلطات التركية تجاه المخالفين من السوريين وخاصة في ولاية إسطنبول.

مدونة هادي العبد الله