أجرى القائد العام لهيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني” يوم السبت الماضي مؤتمراً صحفياً أجاب فيه عن العديد من أسئلة الصحفيين والإعلاميين حول الأوضاع الراهنة في محافظة إدلب ومحيطها، وعن موقف الهيئة من مباحثات آستانا الأخيرة والهدنة التي تم الاتفاق عليها.
وقد نشرت المنصات الإعلامية لهيئة تحرير الشام مقطعاً مصوراً لجزء من هذا المؤتمر الصحفي الذي عقده الجولاني، والذي أكد فيه على عدم وجود أي علاقة بين الجولة الأخيرة من مباحثات آستانا، وبين الهدنة التي تم إعلانها والتي وصفها بـ “القابلة للانهيار بأية لحظة”.
وأكد الجولاني على عدم وجود أي نية للانسحاب من خطوط التماس لعمق 20 كيلومتراً، وهو الشرط الذي حدده نظام الأسد للالتزام بهذه الهدنة، على أساس كونها بنداً أساسياً من بنود اتفاق “سوتشي” حول وقف التصعيد في إدلب.
إقرأ أيضاً : قوات الأسد تخرق الهدنة وتتلقن درساً جديداً من الثوار
وقال الجولاني: “ما لم تحصله قوات النظام وروسيا بالقوة لن يتم تحصيله بالمفاوضات السياسية”، ونوه إلى أنَّ الحملة العسكرية وحدت الفصائل ضمن جسد واحد، وأنَّ خسائر النظام خلال الحملة التي استمرت 90 يوماً لم تقتصر على العسكرية فقط، بل رافقها انهيار متزايد في قيمة الليرة السورية.
وكانت هيئة تحرير الشام قد وافقت مبدئياً في بيان لها على اتفاقية وقف إطلاق النار فور إعلانها يوم الخميس الماضي، وقالت الهيئة في متن البيان: “بعد أكثر من 90 يوماً من شن النظام المجرم حملته العسكرية ضد الشمال السوري أعلن يوم أمس الخميس إيقاف إطلاق النار معلناً عن فشلها وكسرها”.
النظام المهزوم
وأضافت: “بانت للجميع هشاشة نظام الأسد وعدم قدرته على إحراز أيّ تقدم دون سياسة الأرض المحروقة، وأنه ليس سوى عصابة تقود ميليشيات متنازعة متفرقة تنتمي لولاءات مختلفة إيرانية وروسية، وأن إعادة سيطرته على كامل البلاد أصبحت حلماً بعيد المنال”.
وذكرت الهيئة أنها “ستبذل ما تستطيع لحماية الأهل والأرض بكافة الوسائل السياسية والعسكرية المشروعة ضمن تعاليم دين الإسلام الحنيف، وأيّ قصف أو اعتداء يطال مدن وبلدات الشمال السوري سيؤدي إلى إلغاء وقف إطلاق النار من جهتها، ويكون لها حق الرد عليه”.