بعد تعثره الواضح في معارك أرياف حماة وإدلب واللاذقية بالآونة الأخيرة، بدا جليّاً ما وصل إليه نظام الأسد وحلفاءه من وضع مزرٍ على الأصعدة العسكرية والسياسية، وتأكيداً على ذلك، قال رئيس الهيئة السورية العليا للتفاوض الدكتور “نصر الحريري” يوم أمس بأن النظام قد انتهى منذ زمن، ولولا مساعدة الروس لما استطاع الاستمرار، وأن ما يجري على الأرض الآن أكبر دليل على ذلك.
وجاء كلام الحريري ضمن عدة تغريدات له عبر موقع “تويتر”، قال فيها: “لا نعتقد أنه من الممكن البدء بعملية سياسية حقيقة في ظل التصعيد العسكري المتفاقم على الأرض، من قبل روسيا والنظام على المناطق المحررة”.
وأكد الحريري بأن البدء بإجراءات بناء الثقة، سيتم من خلال فتح ملف المعتقلين، وإظهار الجدية الكاملة من أجل التوصل لحل سياسي انتقالي شامل على أساس المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
إقرأ أيضاً : بعد فشل المفاوضات مع الجانب الأمريكي تركيا تصرح حول المنطقة الآمنة
وشدد على أنه لا يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات إلا بوقف إطلاق نار شامل، لان النظام ما يزال مستمراً في خروقه وانتهاكاته تجاه المدنيين شمال سوريا، مدعوماً من روسيا، بحجة محاربة الإرهاب، وشكك الحريري بنوايا النظام وحليفه قائلاً: “لا نعتقد أبداً أن يكون النظام وروسيا جادون في مسألة الهدنة”.
واتهم الحريري روسيا بـأنها “الدولة المخادعة” موضحاً بقوله: “روسيا تخادع المجتمع الدولي والعالم بحديثها عن الحل السياسي، في حين أنها ما تزال تعول بالكامل على الحلول العسكرية، بينما النظام انتهى منذ زمن، ولولا مساعدة الروس لما استطاع الاستمرار”.
وختم الحريري كلامه بالقول: “استمرار النظام وروسيا وإيران باعتماد إستراتيجية الحلول العسكرية والحديث عن الحل السياسي، هو من باب التغطية الإعلامية فقط، وهذا يجعلنا كشعب سوري أمام تحدٍ كبير في الاستمرار في دراسة كل الخيارات الكفيلة بدعم معركتنا حتى إسقاط هذا النظام، إذ أن خيارنا كان وسيبقى هو تحقيق الانتقال الحقيقي”.
لا مفاوضات مع الروس
وكان الحريري قد أعلن أواخر الشهر الماضي عن قطع التواصل مع روسيا بسبب التصعيد العسكري الأخير الذي شنته ضد المدنيين في إدلب، داعياً الوفود الممثلة للفصائل بمقاطعة الجولة المقبلة من مؤتمر “أستانا”.
وقال الحريري عبر تغريدة على تويتر: “العملية السياسية متوقفة، وأوقفنا كذلك كل أشكال التواصل مع الروس طالما التصعيد العسكري مستمر، واستمرار عدم جديتهم بالحل السياسي، وأعتقد أن مشاركة وفد الفصائل في أستانا ينبغي أن تكون في نفس الاتجاه”.
علماً بأن مباحثات الجولة الثالثة عشرة التي انتهت منذ ثلاثة أيام في آستانا لم تتمخض عن حلول جذرية جدية، اللهم إلا اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتعمد النظام وحلفاؤه جعله سقفاً لمطالب المعارضة قبل كل اجتماع، بغية إلهائهم عن القضايا المصيرية الحقيقية في الشأن السوري.
هذا وقد أعلنت قوات النظام اليوم عن نقضها لوقف إطلاق النار، واستئناف تصعيدها العسكري في إدلب ومحيطها، حيث نقل مراسلون ميدانيون قبل دقائق بأن طائرات مروحية تابعة لنظام الأسد قد ألقت براميل متفجرة على مدن اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، كما ألقت براميل متفجرة على مدينة خان شيخون جنوب إدلب.