كعادته دائماً في نقض المعاهدات والاتفاقيات استناداً إلى حجج واهية وأباطيل مكشوفة، أعلن نظام الأسد قبل ساعات عن إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف التصعيد ضد محافظة إدلب ومحيطها والثلاثة ملايين مدني المقيمين فيها.
وقد نقلت وكالة “سانا” التابعة لنظام الأسد بياناً رسمياً للقيادة العامة لقوات النظام قالت فيه: “إن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، وسترد على اعتداءاتها، وذلك بناء على واجباتها الدستورية في حماية الشعب السوري وضمان أمنه”، على حد تعبيرهم.
وأضافت البيان بأن هذا الموقف قد أتى “انطلاقًا من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة لأي التزام من التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وعدم تحقق ذلك، على الرغم من جهود الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص”.
إقرأ أيضاً : الولايات المتحدة تبدي عن موقفها من اتفاق الهدنة في إدلب
واتهم البيان فصائل الثوار بشن هجمات ضد مواقع النظام السوري قائلًا: “لقد رفضت المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من تركيا، الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة”.
كما اتهم النظام الجانب التركي بعدم تطبيق اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا حول إدلب في أيلول سبتمبر الماضي، “الأمر الذي أسهم في تعزيز مواقع الإرهابيين وانتشار خطر الإرهاب في الاراضي السورية”، وفق زعمهم.
نظام الغدر والخيانة
ويأتي هذا النقض الغادر بعد ثلاثة أيام فقط على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب برعاية دولية، وذلك بعد حملة عسكرية واسعة طالت المناطق السكنية في الشمال السوري إلى جانب محاولات تقدم على محاور المنطقة، وسقوط مئات المدنيين ضحايا لقصف طائرات الأسد وحليفه الروسي.
وبالرغم من أن القصف لم يتوقف على قرى ومدن ريف حماة الشمالي منذ بدء تلك الهدنة المزعومة، إلا ميليشيات النظام أصرت اليوم على استئناف تصعيدها العسكرية في إدلب ومحيطها، وبالفعل فقد قام الطيران الحربي الرشاش التابع للنظام باستهداف مدينة “خان شيخون” جنوب إدلب بغارة جوية قبل قليل.
كما نقل مراسلون ميدانيون قبل دقائق بأن طائرات مروحية تابعة لنظام الأسد قد ألقت براميل متفجرة على مدن اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، كما ألقت براميل متفجرة على مدينة خان شيخون جنوب إدلب، كما تم رصد تحليق ست طائرات مروحية تابعة للنظام تحمل براميل متفجرة في سماء ريفي حماة وإدلب.