تخطى إلى المحتوى

الجيش التركي قادم والولايات المتحدة لن تتدخل والأسد خارج اللعبة

تتسارع الأحداث بشكل متصاعد بصدد مناطق شرقي الفرات في سوريا، والتي تحتلها ميليشيا “قسد” المعادية لتركيا ولفصائل الثورة السورية، ففي ظل إصرار تركيا على المضي قدماً بعملية عسكرية في تلك المنطقة، تحاول الولايات المتحدة بذل آخر ما تبقى لديها من جهود دبلوماسية لإنقاذ حلفاءها الأكراد في المنطقة، كما يحاول نظام الأسد إيجاد دور له في تلك اللعبة الصعبة.

وفي هذا السياق، أفاد قائد كردي بارز خلال اجتماع مغلق بأنه رغم المرونة التي قدمتها “الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا “قسد” في المحادثات مع المبعوث الأمريكي للشأن السوري “جيمس جيفري” بصدد المنطقة الآمنة، فإن الأتراك مازالوا مصرين على منطقة بعمق 40 كم، وأن يشاركوا في الدوريات “وهو أمر غير مقبول” على حد تعبيره.

وكشف القيادي خلال الاجتماع عن وجود محادثات مع نظام الأسد من أجل البدء بمفاوضات، لكن النظام اشترط أن تتخلى الميليشيا عن كل ما حققته خلال السنوات الماضية، على أن يقتصر نفوذها على البلديات فقط، الأمر الذي رفضته الميليشيا رفضاً قاطعاً.

إقرأ أيضاً : أردوغان يبلغ روسيا وأمريكا بعزم بلاده بدء عملية شرق الفرات

وبيّن القيادي بأن موقف الولايات المتحدة بشأن الهجوم التركي هو “عدم إعطاء الضوء الأخضر” فقط، لكن في الوقت ذاته كشف بأن واشنطن أبلغت “الإدارة الذاتية” بأنها لن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر لمواجهة الأتراك، واكتفت حتى الآن برفض إبلاغ أنقرة عن أماكن تواجد العناصر الأمريكيين داخل سوريا، في إشارة إلى عدم موافقتها على العملية.

عناصر يتبعون لميليشيا قسد

وأكدت مصادر ميدانية بأن ميليشيا “قسد” وضعت جميع إمكاناتها العسكرية في حالة “جاهزية تامة” على طول الحدود، وهي تعتقد أن بإمكانها أن تربح تلك المعركة في حال عدم مشاركة الطيران التركي، الأمر الذي نفته صحيفة “واشنطن بوست” نفياً قاطعاً بتأكيدها على أن تلك الميليشيات لا تملك أي قدرة على الصمود أمام الجيش التركي.

بدء العد التنازلي

وأكدت مصادر من داخل ميليشيا “قسد” بأن قادتها موقنون بجدية تهديدات تركيا هذه المرة، وبأن الجيش التركي قادم لا محالة، إلا أنهم يتساءلون الآن عن موعد بدء المعركة ليس إلا، الأمر الذي لم تحسمه القيادة التركية إلى هذه اللحظة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه فصائل “الجيش الوطني” السوري الموالية لتركيا عن جاهزيتها التامة أيضاً لدخول المعركة، رصدت مصادر ميدانية دخول عشرات الشاحنات إلى مناطق ميليشيا “قسد” ضمن دفعة مساعدات لوجستية وعسكرية مصدرها التحالف الدولي.

مدونة هادي العبد الله