تخطى إلى المحتوى

قائد حركة أحرار الشام يعلق على إعلان النظام لانتهاء الهدنة

بعد أن أقدم نظام الأسد يوم أمس على خرق اتفاق وقف إطلاق النار واستمراره بمتابعة التصعيد معتمداً على حجج واهية، اتاه الرد من فصائل الثورة التي كانت غالباً مدركة لقواعد اللعبة منذ البداية، وموقنة بعدم جدية هذا النظام الذي لم يعرف عنه إلا الغدر .

فقد أعلنت “حركة أحرار الشام” على لسان قائدها “جابر علي باشا” يوم أمس عن استعداد مقاتلي الحركة للدفاع عن الشمال المحرر، وذلك بعد ساعات من إعلان النظام نقض الهدنة واستئناف العمليات العسكرية والتصعيد ضد المدنيين.

وقال قائد الحركة إنه لم يكن مستغرباً من إعلان ميليشيات الأسد انتهاء الهدنة واستئناف العمليات القتالية، فالغدر ونقض العهود صفة متجذرة فيهم، ولم يغب عن بالنا ذلك أبداً، فأصابعنا ماتزال على الزناد.

وأكد قائد الحركة بأن المقاتلين ما زالوا على الجبهات، ولسان حالهم يقول لميليشيات النظام والروس “وإن عدتم عدنا” بحسب تعبيره، وأضاف بأن مقاتلي الفصائل سيجعلون الشمال المحرر مقبرة للمرتزقة الذين يجلبهم النظام للدفاع عنه.

إقرأ أيضاً : المؤتمر الصحفي لقائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني (فيديو)

“جابر علي باشا” قائد أحرار الشام

ومنذ بدء إعلان الهدنة خلال الأسبوع الماضي، قال علي باشا بأن النظام السوري لجأ لإعلان هدنة شمالي سوريا، بعد فشله بتحقيق أهداف الحملة العسكرية التي أطلقها بالمنطقة.

وأضاف علي باشا في بيان له بأنّ النظام وبعد عجزه عن الاستمرار في المعركة سارع إلى الإعلان عن موافقته على وقف إطلاق النار، لكي يحفظ ماء وجهه الذي أريق أمام حاضنته وداعميه، وادّعى كذباً بأن الموافقة مشروطة بسحب السلاح الثقيل والانسحاب ٢٠ كم ونحو ذلك، ليذر الرماد في العيون ويوهم أنصاره بتحقيق نصر على الأرض.

وتابع بأنّ الهدنة جاءت بعد ثلاثة أشهر من بدء النظام وروسيا حملة عسكرية على شمالي البلاد، ارتبكوا خلالها أشنع المجازر وهجّروا مئات الآلاف ودمروا عشرات المدن والبلدات.

وجاء في البيان أن النظام وروسيا لم ينجحوا إلا بالسيطرة على بضع قرى “تعد ساقطة عسكرياً، وكانت فاتورة خسائرهم في الأرواح والعتاد باهظة، فقتلاهم وجرحاهم وآلياتهم المدمرة بلغت الآلاف”.

نظام الغدر والكذب

وكانت وكالة “سانا” التابعة لنظام الأسد قد نقلت أمس بياناً رسمياً للقيادة العامة لقوات النظام قالت فيه: “إن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، وسترد على اعتداءاتها، وذلك بناء على واجباتها الدستورية في حماية الشعب السوري وضمان أمنه”، على حد تعبيرهم.

وأضافت البيان بأن هذا الموقف قد أتى “انطلاقًا من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة لأي التزام من التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وعدم تحقق ذلك، على الرغم من جهود الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص”.

سلاح الجو الروسي

واتهم البيان فصائل الثوار بشن هجمات ضد مواقع النظام السوري قائلًا: “لقد رفضت المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من تركيا، الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة”.

كما اتهم النظام الجانب التركي بعدم تطبيق اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا حول إدلب في أيلول سبتمبر الماضي، “الأمر الذي أسهم في تعزيز مواقع الإرهابيين وانتشار خطر الإرهاب في الاراضي السورية”، وفق زعمهم.

ويأتي هذا النقض الغادر بعد ثلاثة أيام فقط على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب برعاية دولية، وذلك بعد حملة أدت لسقوط مئات المدنيين ضحايا لقصف طائرات الأسد وحليفه الروسي، علماً بأن النظام لم يتوقف عن القصف والتصعيد حتى خلال فترة الهدنة المزعومة، قبل أن يعلن نقضها بشكل علني ومباشر يوم أمس.

مدونة هادي العبد الله