ضمن لقاء على إحدى القنوات التلفزيونية التركية، تحدثت إحدى السيدات التركيات عن علاقة وثيقة تربطها بعائلة سورية تم ترحيلها مؤخراً من مدينة إسطنبول وفقاً للقوانين الجديدة التي طبقتها السلطات التركية مؤخراً بحق اللاجئين السوريين المشمولين بنظام الحماية المؤقتة.
ودافعت السيدة عن حقوق السوريين وحاولت تبيين ما يدور حولهم من شائعات مغلوطة، وهاجمت ما يحاك ضدهم من حملة إعلامية تستهدف تشويه صورتهم والإساءة إليهم وفصم عرة المحبة والإخوة بينهم وبين أشقائهم الأتراك.
وقالت السيدة في معرض حديثها: “سوف أحدث حتى ولو أثار حديثي استياء البعض، إذا كيف يقول البعض بأن السوريين يأخذون رواتب من الحكومة التركية؟ الحقيقة بأنه لا توجد أي رواتب للسوريين من الحكومة”.
وقالت السيدة بأن العائلة السورية التي تعرفها لم تأخذ أي رواتب، وإنما حصلت على معونة غذائية فقط، ولمدة شهرين لا أكثر، وهذا هو كل ما في الموضوع، رغم أن “محمد” – رب الأسرة السورية – لديه أربعة أطفال يدرسون في المدرسة.
إقرأ ايضاً : مستشار الرئيس التركي يروي مناشدة سيدة تركية له لمنع ترحيل جيرانها السوريين
وقالت السيدة: “يقولون أيضاً بأن الحكومة تعطي السوريين الجنسية التركية، أنا عندما سمعت ذلك استغربت، إلا أنني عندما سألت وبحثت عن الموضوع، تبين لي أيضاً بأن الأمر مجرد إشاعة”.
وأكدت السيدة بأنها لم تعد قادرة على الانفصال عن عائلة “محمد” أبداً بعد أن ربطتهم أواصر المحبة والإخاء، وقالت: “أصبحنا رسمياً كأننا عائلة واحدة”.
وقالت السيدة أيضاً: “هناك عائلات كثيرة مثل عائلة محمد طالتهم مثل هذه القوانين الصارمة، أنا لا أعرف لماذا أصدروا مثل هذه القوانين؟”.
وتابعت بقولها: “بالفعل لقد باتت إسطنبول تعاني الكثير من الضغط في الآونة الأخيرة، إلا أننا في النهاية نحتاج إلى التعاطف، وهو الأمر الذي نفتقر إليه للأسف”.
مانحتاجه هو التعاطف
وقالت: “نحن لا نملك أي تعاطف للأسف، دعونا نتخيل أننا نحن في مكانهم الآن! السوريون انتزعوا من وطنهم وجاؤوا إلى هنا لكي يعيشوا، لا أحد يحب أن يترك وطنه وبيته، إلا أنهم فعلوا ذلك وأتوا إلينا مرغمين، واضطروا ليعيشوا حياة مختلفة تماماً عن حياتهم”.
هذا وتشهد تركيا بشكل عام وولاية إسطنبول بشكل خاص حملة شديدة الصرامة تجاه اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة، تشمل تدقيقاً شديداً على أوراقهم الرسمية من بطاقات تعريف وأذونات سفر وأذونات عمل، وترحيل فوري لكل مخالف.