تشهد الساعات القليلة الماضية تصعيداً متسارعاً للحملة العسكرية التي يشنّها نظام الأسد على الشمال السوري المحرر، وذلك بعد نقضه لوقف إطلاق النار، والذي تم الإعلان كنتيجة للجولة الثالثة عشرة من محادثات “آستانا” التي لم تخرج أساساً بأي مخرجات واضحة أو ملموسة.
حيث سيطرت قوات النظام أمس واليوم على قريتي “الزكاة والأربعين” شمال غرب حماة بعد شنها غارات مكثفة، واشتباكات مع الفصائل الثورية، في حين استهدف الطيران الروسي قرية “الركايا” وأطراف “حاس وبسيدا” وذلك في إطار حملة التصعيد التي استأنفها قبل يومين بعد نقضه للهدنة.
ووصفت مصادر بأن ذريعة النظام لاستئناف حملته العسكرية بعدم انسحابها مع أسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح بالحجج الواهية، وحمّلت على لسان “أحمد رمضان” رئيس حركة العمل الوطني من أجل سوريا وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني روسيا مسؤولية استهداف المدنيين ووقوع ضحايا.
إقرأ أيضاً : تحت ضغط القصف الروسي الأسدي الفصائل تنسحب من قريتين بريف حماة
وقال رمضان: “إن الحملة العسكرية تزامنت مع تراجع عن الالتزامات التي قدّمت للمبعوث الخاصّ بشأن تسهيل تشكيل اللجنة الدستورية، مما يعني بأن التصعيد سيعرقل انطلاق العملية السياسية وسيضع الأمم المتحدة ومبعوثها الخاصّ في موقف حرج”.
بينما قال الكاتب والمحلل السياسي “ناصر أبو المجد”: “إن مسار أستانا ما هو إلا عملية قضم لمزيد من الأراضي ليحولها الروس إلى أوراق تفاوضية”، ورأى بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يسمحوا للنظام وللروس بأن ينتصروا بشكل مطلق، مشيراً إلى وجود خلافات تركية روسيّة.
ضرورة دعم الفصائل
بينما يرى “مصطفى إدريس” عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية، بأن النظام والروس يسعون من خلال حملتهم العسكرية للسيطرة الكاملة على الشمال السوري، وقال: “إن روسيا لا تتجه إلى تفاهم مع تركيا بالنسبة للشمال السوري، وإن ما يجري الآن هو بسب اتفاقات بين الولايات المتحدة وروسيا”.
وأكد إدريس على أنه لا انتصارات حالياً لفصائل الثورة على الأرض مع هذه الهجمة الشرسة للنظام وروسيا وإيران، مشيراً الى أهمية دعم فصائل الثورة في هذه المرحلة لصد هذه الهجمة وإيقافها.
وبينما لم تظهر أية مواقف سياسية عربية أو إقليمية ودولية بالترافق مع للتطورات التي تشهدها إدلب، اكتفت للأمم المتحدة بتصريح روتيني يعتبر تكراراً لما سبق، وتعبّر فيه عن قلقها مما وصفته باندلاع القتال في الشمال السوري، بينما حذر وزير الخارجية التركي قبل نقض الهدنة بساعات قليلة من أن أي تصعيد جديد في إدلب سيكون أعنف من كل سوابقه، وسيؤدي لنتائج إنسانية كارثية.