تخطى إلى المحتوى

تحت ضغط القصف الروسي الأسدي الفصائل تنسحب من قريتين بريف حماة

تمكنت ميليشيات نظام الأسد وحليفه الروسي من السيطرة صباح اليوم على قريتين بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بعد ثلاثة أشهر من المحاولات العبثية الفاشلة والخسائر الكبيرة.

وقد اضطرت فصائل الثورة للانسحاب من بلدتي “الزكاة” و”الأربعين” بريف حماة الشمالي الغربي بعد حملة قصف جنونية من الطيران الروسي والأسدي، وقصف بمختلف أنواع الذخائر الصاروخية والمدفعية.

وكانت فصائل الثوار قد صمدت صموداً أسطورياً طوال ثلاثة أشهر من التصعيد وتسخير النظام وحليفه الروسي لأقصى ما لديهم من طاقة بشرية وعتادية للتقدم في أرياف حماة وإدلب، بل وتكمنت الفصائل من تكبيد العدو خسائر كبيرة.

هذا وقد استغل نظام الأسد وحليفه الروسي فترة الهدنة المزعومة بعد مؤتمر “آستانا 13” لإعادة هيكلة الصفوف وتذخير الجبهات، لإعادة شن هجمات غادرة على جبهات الثوار والتقدم على حسابهم، بعد أن أعلن صراحة وبشكل مباشر قبل يومين إلغاءه للهدنة وخروجه منها واستئناف ما دعاه بـ “العمليات العسكرية ضد الإرهابيين”.

إقرأ أيضاً : قيادي في الحر يوضح حقيقة وجود صفقة تركية روسية حول إدلب وشرق الفرات

سلاح الجو الروسي

وقد نقلت وكالة “سانا” التابعة لنظام الأسد بياناً رسمياً للقيادة العامة لقوات النظام قالت فيه: “إن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، وسترد على اعتداءاتها، وذلك بناء على واجباتها الدستورية في حماية الشعب السوري وضمان أمنه”، على حد تعبيرهم.

وأضافت البيان بأن هذا الموقف قد أتى “انطلاقًا من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة لأي التزام من التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وعدم تحقق ذلك، على الرغم من جهود الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص”.

واتهم البيان فصائل الثوار بشن هجمات ضد مواقع النظام السوري قائلًا: “لقد رفضت المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من تركيا، الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة”.

كما اتهم النظام الجانب التركي بعدم تطبيق اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا حول إدلب في أيلول سبتمبر الماضي، “الأمر الذي أسهم في تعزيز مواقع الإرهابيين وانتشار خطر الإرهاب في الاراضي السورية”، وفق زعمهم.

النقض الغادر

ويأتي هذا النقض الغادر بعد ثلاثة أيام فقط على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب برعاية دولية، وذلك بعد حملة عسكرية واسعة طالت المناطق السكنية في الشمال السوري إلى جانب محاولات تقدم على محاور المنطقة، وسقوط مئات المدنيين ضحايا لقصف طائرات الأسد وحليفه الروسي.

وبالرغم من أن القصف لم يتوقف على قرى ومدن ريف حماة الشمالي منذ بدء تلك الهدنة المزعومة، إلا ميليشيات النظام أصرت على استئناف تصعيدها العسكري في إدلب ومحيطها، وإعادة شن هجمات جديدة على الثوار في نقض صارخ لكل الاتفاقيات السابقة ذات الصلة.

وقد دعا ناشطون ثوريون ومعارضون جميع فصائل الثورة لفتح جبهت جديدة حول محيط إدلب والأرياف المحيطة بها للتخفيف عن جبهات ريف حماة التي يبدو بأن نظام الأسد وحلفاؤه قد وضعوا كل ثقلهم فيها.

مدونة هادي العبد الله