بعد أن توصل الجانبان التركي والأمريكي لاتفاق بشأن المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمال شرقي سوريا يوم أمس، صرح نظام الأسد بموقفه من هذا الاتفاق على لسان وزارة الخارجية التابعة لحكومته.
ونقلت وكالة أنباء “سانا” التابعة للنظام عن مصدر في وزارة خارجية نظام الأسد قوله بأن النظام يرفض – وبشكل قاطع ومطلق – ذلك الاتفاق المبرم بين تركيا والولايات المتحدة، ويعتبره “اعتداءً فاضحاً على السيادة السورية”!
وحمّل المصدر “بعض الأطراف الكردية” المسؤولية عن الاتفاق، لموافقتها أن تكون “أداة في هذا المشروع”، طالباً منها “مراجعة حساباتها والعودة إلى الحاضنة الوطنية”، بحسب تعبيره.
وناشد النظام عبر مصدره المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإدانة هذا “العدوان السافر الذي يشكل تصعيداً خطيراً ويهدد الاستقرار في المنطقة، ويطيح بجهود إيجاد مخرج للأزمة السورية”.
إقرأ ايضاً : السلطات التركية تعلن خمس مناطق حدودية مع سوريا كمناطق أمنية خاصة
وكانت روسيا ومعها النظام الأسدي قد حاولا خلال الفترة الماضية إفشال كافة الجهود التركية لإقامة المنطقة الآمنة من خلال فتح نوافذ حوار مع ميليشيات “قسد” وتقديم عروض لها في محاولة لدخول المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أن تعنت الميليشيا والإصرار التركي على عملية شرق الفرات حال دون ذلك.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أصدرت يوم أمس الأربعاء بياناً أعلنت فيه التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص إقامة المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا، وأشارت الوزارة إلى الاتفاق على جعل المنطقة الآمنة “ممر سلام” وإنشاء مركز للعمليات المشتركة بين البلدين في أسرع وقت ممكن من أجل إنشاء المنطقة وإدارتها.
إجراءات أولية
وبحسب البيان فإن الدولتين اتفقتا على “تنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى” بأقرب وقت، بهدف إزالة هواجس أنقرة وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ونقلت صحيفة “دايلي صباح” التركية عن وزارة الدفاع في تركيا تأكيدها على أن المنطقة ستمتد بعمق ما بين 30 إلى 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية وستكون تحت سيطرة أنقرة بالتنسيق مع واشنطن.