تخطى إلى المحتوى

باحث كردي يكشف خطة الولايات المتحدة للتخلي عن ميليشيات قسد

كثرت التساؤلات في الفترة الأخيرة عما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تخلت فعلاً عن حليفها المدلل في الشمال السوري مقابل الاتفاق الأخير الذي جرى توقيعه مع الجانب التركي يوم أمس بصدد التنسيق حول المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا.

واعتبر المحلل السياسي والخبير في الشأن الكردي “فريد سعدون” بأن إعلان الولايات المتحدة عن التوصل لاتفاق مع تركيا حول إقامة مركز عمليات مشترك لتنسيق إنشاء وإدارة “منطقة آمنة” في شمال سوريا، هو في حقيقة الأمر تمهيد لتخلي الولايات المتحدة عن ميليشيا “قسد” حليفتها المدللة.

وقال سعدون: “حتى وقت قريب، كانت الولايات المتحدة تؤكد أنها ستوفر الحماية لـقسد، لكن اتفاقها مع تركيا يعني بالتأكيد تخليها عنها”، وقال بأن حديث البنتاغون عن معاودة ظهور تنظيم “داعش” يأتي في إطار البحث عن مبررات من واشنطن لتبرير الاتفاق مع شركاء جدد لمحاربة التنظيم.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد أكدت في تقرير يوم الثلاثاء الماضي، بأن تنظيم “داعش” قد عاود الظهور في سوريا تزامناً مع سحب الولايات المتحدة لقواتها من البلاد، وأنه قد عزز قدراته في العراق أيضاً.

إقرأ أيضاً : تصريحات جديدة للولايات المتحدة حول إقامة المنطقة الآمنة

ومشككاً بقدرة “قسد” و”الحشد الشعبي” في العراق، أضاف التقرير بأن التنظيم استطاع توحيد ودعم العمليات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلّية “غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها”.

عناصر يتبعون لميليشيا قسد

وفي هذا السياق، قال سعدون أيضاً: “الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى أن تبرر اتفاقاتها، غير أن تشكيكها بقدرة قسد هو من قبيل حفظ ماء الوجه، فالاتفاق التركي الأمريكي الجديد، يؤكد التوافق بينهما من حيث المبدأ، ما يعني أن التفاهم قائم منذ مدة”.

بدوره قال المسؤول الإعلامي في منصة “INT” الإخبارية “جوان رمّو” بأن تلميح الولايات المتحدة إلى الفشل في القضاء التام على تنظيم “داعش” في هذا التوقيت يؤشر إلى البدء بتنفيذ “المنطقة الآمنة”، ولفت إلى أن الولايات المتحدة بصدد البحث عن صيغ تبدد المخاوف التركية، وتسهل إدارة المنطقة الآمنة، من خلال إشراك “المجلس الوطني الكردي” في سوريا في إدارة المنطقة.

توزيع الأدوار

وفي تعليقه على ذلك، قال “فيصل يوسف” عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي – التابع للائتلاف الوطني السوري المعارض بأنه من المبكر مناقشة مشاركة المجلس من عدمها في المنطقة، والغموض لا زال يلف الاتفاق التركي الأمريكي.

وأضاف يوسف قائلاً: “إن رؤية المجلس السابقة تتلخص بضرورة وجود رعاية دولية للمنطقة الآمنة، على أن تقوم مكونات المنطقة بإجراءات الحماية، وتشكيل إدارة من مختلف مكونات المنطقة”.

يذكر أن وزارة الدفاع التركية أعلنت عن استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول “المنطقة الآمنة” المخطط إنشاؤها شمال سوريا، والتوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستُتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية في أقرب وقت، بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية اليوم في تصريح صادم بأن الاتفاق مع تركيا يشمل فقط تشكيل آلية للعمليات المشتركة، ولا يشمل الاتفاق أي حديث عن “منطقة آمنة”.

مدونة هادي العبد الله