عقب توصل الجانبين التركي والأمريكي لاتفاق مبدأي بشأن التنسيق العسكري المشترك لإقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، بدأ كل من الجيش التركي وميليشيات “قسد” بشن سباق تسلح وتحشيد للقوات على جانبي الحدود، وخاصة في ظل غموض الاتفاق الذي تم التوصل إليه وصدور تصريحات متناقضة بشأنه.
فمن جانبها، أرسلت القوات التركية مساء أمس الجمعة، تعزيزات عسكرية جديدة، إلى قضاء “سوروج وأقجة قلعة” بولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد.
وذكرت مصادر عسكرية تركية بأن التعزيزات تضم آليات عسكرية ومدرعات وقاذفات صواريخ قادمة من مختلف المناطق التركية لدعم الوحدات العسكرية على الحدود السورية، برفقة فرق من الدرك والشرطة التركية.
أما على الطرف المقابل، فقد وصلت شحنة أسلحة ومعدات عسكرية إلى مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”، مقدمة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
إقرأ أيضاً : بريطانيا والأمم المتحدة برسالة للأسد حول التصعيد في إدلب
وذكرت مصادر إعلامية من محافظة الحسكة السورية أقصى شرقي البلاد، بأن عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية قد وصلت إلى مدينة القامشلي شمالي الحسكة بعد منتصف ليل أمس، قادمة من شمال العراق عبر معبر “سيمالكا” النهري، ومن المتوقع تسليمها لميليشيا “قسد”.
وكانت قوات التحالف الدولي قد أرسلت قبل أقل من أسبوع شحنة مماثلة من الأسلحة والمعدات لميليشيا “قسد” في سوريا، بالتزامن مع المفاوضات التي كان تجريها واشنطن وأنقرة حول المنطقة الآمنة.
خلافات جوهرية
وتعارض تركيا دعم الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات “قسد”، على اعتبار أن أنقرة تعتبر “قسد” التي تقودها الميليشيات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني “ب ك ك” المصنف لدى تركيا كمنظمة إرهابية، فيما ترفض واشنطن مطالب أنقرة وتقول بأنها تراعي هواجسها الأمنية، دون أي تحرك فعلي على أرض الواقع.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الدفاع التركية كانت قد أعلنت منذ يومين عن استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول “المنطقة الآمنة” المخطط إنشاؤها شمال سوريا، بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم أمس في تصريح صادم بأن الاتفاق مع تركيا يشمل فقط تشكيل آلية للعمليات المشتركة، ولا يشمل الاتفاق أي حديث عن “منطقة آمنة”.