بعد أن أعلنت وزارة الدفاع التركية منذ يومين عن التوصل لاتفاق مع الجانب الأمريكي حول التنسيق المشترك بخصوص مناطق شمال شرق سوريا، كشفت صحيفة تركية تفاصيل جديدة حول الاتفاق الذي تم مؤخراً بين كل من الجانبين التركي والأمريكي بهذا الصدد.
وقالت صحيفة “حريّت” التركية ضمن مقالة للكاتب “أوغور إرجان” بأنه وبعدما جرى التوافق بين المسؤولين العسكريين الأتراك والأمريكيين بشأن إنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات، تتحول الأنظار إلى كيفية سير هذه العملية وآلياتها.
وأضاف المقال بأنه يتوجب أولاً تدمـ.ير المواقع والتحصينات والأفخاخ البرية لميليشيات “قسد” في تلك المنطقة، وسحب تلك العناصر من المناطق التي ستدخلها القوات التركية، لافتاً إلى أن تلك المهمة يجب أن تكون على عاتق القوات الأمريكية.
وأشار إلى أن الجيش التركي كان يقوم منذ فترة طويلة بتعزيز المناطق المحاذية للشمال السوري بالقوات والمعدات العسكرية اللازمة للعملية، وهذا ما لفت إليه وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” سابقاً عندما أكد بأن التجهيزات لعملية شرق الفرات قد اكتملت.
ولفت المقال إلى أنه وفقاً للمعلومات التي ترد من المناطق الحدودية، فإنه قد جرى نشر ست ألوية من الوحدات التركية على الشريط الحدودي مع سوريا، وتحديداً بمحاذاة مناطق شرقي الفرات.
إقرأ أيضاً : الرئيس التركي يعلق على اتفاق المنطقة الآمنة وشرق الفرات مع الولايات المتحدة
وأوضح بأنه قد جرى نشر لواءين من المشاة، وأربعة ألوية من القوات المزودة بآليات مدرعة ودبابات، بالإضافة للإسناد والدعم الفني في مناطق “سروج وأقجة قلعة وجيلات بينار”، وستدخل الوحدات المدرعة التابعة للجيش التركي من النقاط التي تم تحديدها مع الولايات المتحدة، وذلك بعد إجراء التنظيف اللازم على الخط الحدودي.
ونوه إلى أنه وفقاً للاتفاق المبرم بين الطرفين، فسيتم تأسيس مقر وحدة الاتصال في أنقرة، إلى جانب مركز عمليات رئيسي سيتم تأسيسه إما في منطقة شانلي أورفا أو غازي عنتاب على الحدود مع سوريا، مشيراً إلى أنه سيوجد في مركز الاتصال بأنقرة ومركز العمليات ضباط من القوات الأمريكية.
وكشف المقال بأن تحركات جديدة ستتم في المنطقة بعد عيد الأضحى مباشرة، وبشكل مكثف من القوات والآليات المدرعة، وذلك للبدء بالعملية العسكرية قبل تساقط الأمطار، لافتاً إلى أن الاتفاق لا يتضمن أي تفاصيل حول عمق المنطقة الآمنة، إلا أن هناك تفاهماً تركياً أمريكياً على تحديد المسافة والعمق، وفق الوضع الجغرافي للمنطقة وبتوافق الطرفين.
وفي نهاية المقال قال الكاتب بأنه قبيل الاجتماع التركي الأمريكي في أنقرة الاثنين الماضي، لوحظ قيام عناصر من الميليشيات الكردية بإنزال الأعلام الخاصة بها في منطقة تل أبيض، إلا أنه وبعد التطورات الأخيرة جرى يوم الخميس إعادة رفع الأعلام مرة أخرى في المنطقة ذاتها.
تصريحات متناقضة
ومن الجدير بالذكر بأن وزارة الدفاع التركية كانت قد أعلنت منذ يومين عن استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول “المنطقة الآمنة” المخطط إنشاؤها شمال سوريا، والتوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستُتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية في أقرب وقت،
بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية في تصريح صادم يوم أمس بأن الاتفاق مع تركيا يشمل فقط تشكيل آلية للعمليات المشتركة، ولا يشمل الاتفاق أي حديث عن “منطقة آمنة”.