تخطى إلى المحتوى

أسباب غياب إدلب عن التصريحات التركية الرسمية مؤخراً!

في ظل الأحداث المتصاعدة بشكل سريع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، يخيم صمت تركي بالنظر إلى الصخب حول ملف المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، والذي يبدو بأنه بات في قمة اهتمامات السياسة التركية مؤخراً.

إذ سيطرت المنطقة الآمنة والمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إنشائها، على المشهد التركي وتصريحات المسؤولين الأتراك، في ظل غياب موقف واضح بشأن معارك إدلب المحتدمة مؤخراً.

وتشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل قوات النظام بدعم الطيران الروسي، إلى جانب دخول الميلشيات الإيرانية في المعارك لأول مرة بعد غيابها مع بدء معارك إدلب قبل ثلاثة أشهر.

وتقدمت قوات النظام السوري خلال الأيام الماضية بشكل كبير، وسيطرت على بلدة الهبيط والقرى المحيطة بها غرب مدينة خان شيخون، كما سيطرت على تل سكيك وسط محاولتها السيطرة على بلدة التمانعة لحصار خان شيخون وتطويقها.

التقدم رافقه غياب تركي تام عن المشهد في المنطقة، إذ لم يصدر أي تصريح حول تقدم قوات النظام، باستثناء تحذير أطلقه وزير الخارجية التركية “مولود جاويش أوغلو” مطلع الشهر الجاري، محذراً من تفاقم المأساة الإنسانية في إدلب في حال خرق الهدنة وعودة الاشتباكات العسكري.

الدمار في إدلب

إقرأ أيضاً : 700 ألف لاجئ سوري تنوي تركيا نقلهم من أراضيها إلى المنطقة الآمنة

وتزامن التصريح حينها مع إعلان النظام السوري إلغاء وقف إطلاق النار المتفق عليه مع الفصائل الثورية، وعودة العمليات العسكرية في المنطقة بشكل أعنف من ذي قبل.

ويأتي ذلك في ظل تواجد نقطة مراقبة عسكرية تركية في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وفي حال وصول قوات النظام إلى مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، سيؤدي ذلك إلى عزل مدن وبلدات ريف حماة “كفرزيتا ومورك اللطامنة” عن باقي الشمال المحرر، الأمر الذي قد يقطع طريق الإمداد عن نقطة المراقبة.

وأدى غياب التصريحات التركية إلى انتشار شائعات حول إيقاف تركيا دعمها للفصائل التي تقاتل النظام السوري، الأمر الذي نفته “الجبهة الوطنية للتحرير”، إذ قال المتحدث باسم الجبهة النقيب “ناجي مصطفى” في وقت سابق بأن الدعم التركي لم يتوقف، مستدلًا على ذلك بتدمير أهداف بصواريخ مضادة للدروع.

هل من صفقات قريبة ؟

الغياب التركي عن إدلب رافقه تحرك واسع في المنطقة الآمنة، التي تسعى إلى إنشائها في شرق الفرات، عبر تصريحات متكررة من مسؤولين أتراك حول المنطقة وإنشائها، حيث اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، على إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة.

ومن المتوقع انطلاق قمة ثلاثية في أيلول سبتمبر المقبل في تركيا، بحضور رؤساء الدول الضامنة، لمناقشة الملف السوري وخاصة في إدلب، ويخشى سوريون من أن تسفر القمة عن اتفاق غير معلن، يقضي بتسليم مناطق في ريف إدلب وريف حماة لقوات النظام، مقابل تأييد روسي لإنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات.

مدونة هادي العبد الله