مع استمرار التصعيد المكثف مؤخراً ضد مناطق محافظة إدلب شمال غرب سوريا، والتي تعد القلعة الأخيرة لقوى الثورة السورية وفصائلها ، تتعدد السيناريوهات المحتملة من أهداف النظام وحلفائه من هذا التصعيد الذي قرروا وضع كل ثقلهم الناري والبشري فيه بلا هوادة.
أحد التفسيرات قدمتها صحيفة “كوميرسانت” الروسية بقولها بأن هـ.جوم قوات النظام وحلفائه جنوب محافظة إدلب، سيستمر حتى السيطرة على الطريق السريع المعروف باسم “M5” والذي يربط بين حلب ودمشق ويمر بمحافظة إدلب، وهو الأمر الذي أكده العديد من المحللين والناشطين الآخرين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من قوات النظام قولهم بأن قوات النظام قامت بقطع خطوط الإمداد عن الفصائل الثورية، وأشارت إلى أن “هذا أول نجاح كبير للجيش السوري منذ نهاية نيسان أبريل، فقد كانت المناطق التي استعادها الجيش خارج سيطرة دمشق منذ سبع سنوات” على حد تعبيرهم.
وقالت الصحيفة المذكورة بأن قوات النظام ستستمر في عملياتها حتى تسيطر على الطريق السريع M5، الذي يمر جزء كبير منه عبر إدلب، مضيفة بأن النظام سيطر على بلدتي الهبيط وسكيك الواقعتين على مسافة 10 كم عن الطريق المذكور جنوبي محافظة إدلب.
إقرأ أيضاً : إلقاء القبض على الطيار الذي تم إسقاط طائرته في إدلب يوم أمس (فيديو)
وحول موقف تركيا من التطورات الأخيرة قالت الصحيفة: “إن أنقرة احتجّت لدى موسكو وحذّرت وزارة الدفاع التركية أمس الزملاء الروس من الممارسات غير الأخلاقية والوحشية للقوات التابعة للنظام السوري، ولكن السؤال هو ما إذا كانت تركيا ستغض النظر عن هذا الانتهاك الكبير لحدود منطقة خفض التصعيد”.
ومن ناحية أخرى، فقد توافق موسكو على أن تخضع هذه المنطقة لسيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا، والتي ستكون قادرة على ضمان حرية الحركة على M5، على النحو المنصوص عليه في مذكرة تفاهم سوتشي، وليس من قبيل الصدفة أن موسكو عرضت على المعارضة السورية المشاركة في المعارك ضد “هيئة تحرير الشام” بحسب الصحيفة.
خيارات صعبة
وتابعت الصحيفة: “قد يناسب هذا الخيار أنقرة، بشرط ألا تؤثر العمليات العسكرية على مواقع المراقبين الأتراك، الذين وجدوا أنفسهم عملياً على خط النار، علما بأن حدود منطقة خفض التصعيد مع هجوم الجيش السوري سوف تتغير بوضوح”.
هذا ومنذ ان نقض نظام الأسد اتفاق الهدنة الأخير مطلع الشهر الجاري، يشن حملة تصعيد كبير على أرياف إدلب بالاستعانة بالميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، متمكناً من التقدم على مواقع الثوار بعد أن سخر كل إمكاناته البشرية والنارية لهذا الغرض، وفي ظل افتقار فصائل الثوار لأي دعم واضح أو حقيقي.