لقد باتت أخبار استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع في الداخل السوري أخباراً عادية جداً في ظل تخاذل نظام الأسد ومواقفه الهزيلة إزاء هذا الخرق السافر “للسيادة الوطنية”، فمن احتفاظ بحق الرد، إلى رد ينتهي في قبرص، إلى مجرد تصريحات مكررة فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفي هذا السياق الاعتيادي، استهدف الطيران الإسرائيلي مساء يوم أمس عدة مواقع تابعة لنظام الأسد في محافظتي حمص وطرطوس وسط وشمال غرب سورية.
وبحسب منصات إعلامية موالية للنظام، فقد تم سماع أصوات انفـ.جارات متتالية في ريف حمص الغربي، وسقط صاروخ مجهول المصدر في قرية “بصدقين” في ريف طرطوس.
وقد صرح إعلام النظام السوري بأن “الدفاعات الجوية” قد تصدت لصاروخ قادم من اتجاه لبنان وصفته بـ “المعادي” وتمكنت من تدميره فوق مدينة مصياف بريف حماة الغربي.
إقرأ أيضاً : موقع إسرائيلي يكشف تفاصيل مكالمة بين بشار ونتياهو
ورغم عدم ورود أي تصريحات من الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن، إلا أن طبيعة الهجمات وأهدافها تحمل بوضوح توقيع الإسرائيليين الذين بات التحرش بنظام الأسد والميليشيات الإيرانية هواية محببة لهم في الآونة الأخيرة.
وفي هذا السياق، انعقدت في أواخر حزيران يونيو الماضي قمة ثلاثية بين كل من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في القدس المحتلة لبحث قضايا إقليمية أبرزها الملف السوري.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي في هذا الشأن: “إن المجتمعين اتفقوا على الخطوط العريضة حول سوريا وأبرزها إخراج القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية ومنع ترسيخ النفوذ الإيراني إلى أبعد حد ممكن”.
قصف مستمر
يشار إلى أنه وعقب تلك القمة الثلاثية، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات وصفت بالأقوى منذ سنوات على مواقع للميليشيات الإيرانية في دمشق وحمص، الأمر الذي أثار حفيظة روسيا واعتبرته تصعيداً كبيراً تجاه حليفها المدلل.
وبالمقابل تسعى روسيا في الآونة الأخيرة للحد من النفوذ الإيراني المتغلغل في مؤسسات وأجهزة وجيش نظام الأسد، محاولة في الآن ذاته إبعاد إيران عن الملف السوري قدر الإمكان إرضاءً لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.