بعد تعالي موجة الرفض الشعبي للوجود السوري في تركيا، وإلصاق تهم باطلة متنوعة باللاجئين السوريين في تركيا، ودعوة العديد من الفعاليات الشعبية والسياسية التركية لإعادة اللاجئين السوريين والتطبيع مع عدوهم المتمثل في نظام الأسد، ترتفع في المقابل بعض الأصوات التركية المناصرة لقضايا السوريين والمدافعة عنهم.
ورداً على بعض الأصوات المعارضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، فنّد كاتب وإعلامي تركي مزاعم البعض ممن يدعون إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كونهم يذهبون لقضاء إجازة العيد.
فقد قال الكاتب والصحفي التركي “مليح ألتن أوك”: “لماذا لا يرغب المعارضون للتواجد السوري في تركيا بقضاء عطلة ترفيهية في سوريا، طالما أنّ الأوضاع بالفعل مستقرّة فيها كما يدّعون؟”.
ونفى “ألتن أوك” أن يكون ذهاب السوريين خلال عطلة العيد إلى بلادهم، كما تصوّره المعارضة على أنّه عطلة ترفيهية، مضيفاً بالقول: “هؤلاء الناس لديهم أقرباء ومنازل وعلاقات وارتباطات تركوها هناك، هل سيجدون ما تركوه على حاله؟ إن ذلك يبقى بالنسبة إلى كثيرين منهم مجرّد أمل”.
إقرأ أيضاً : نشطاء أتراك ينظمون وقفة احتجاجية مع السوريين في إسطنبول (فيديو)
وأضاف الكاتب مخاطبا معارضي وجود السوريين في تركيا: “دول عظمى بما فيهم أمريكا وتركيا، لا يمكنهم دخول شمال سوريا إلا عسكرياً، وكل ما تشتهيه أنفسكم من علامات تجارية للتنظيمات الإرهابية المختلفة فإنها تتواجد في سوريا، والبنية التحتية هناك منهارة، نتحدث عن حياة لا ماء ولا كهرباء فيها”.
وختم بالقول داعياً أبناء بلاده إلى التفكّر مليّا قبل إطلاق الأحكام بحق السوريين الذاهبين إلى بلادهم لقضاء عطلة العيد بقوله “إن لم نكن نرغب بزيارة تركيا من العيد إلى العيد فقط، علينا أن نعرف أهميّة بلدنا”.
وفي السياق ذاته، سلط أحد رجال الدين الإسلاميين الأتراك ألا وهو الدكتور “محمد أمين يلدرم” رئيس “وقف السير” الضوء على الأهوال التي يعيشها السوريين في الشمال السوري المحرر.
اذهبوا وشاهدوا بأنفسكم!
وكان يلدرم قد ذهب مؤخراً الى مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وشاهد بنفسه الدمار ورعب القصف وحال السوريين المقيمين هناك، الأمر الذي دفع به لنشر تغريدة على موقع “تويتر” وصف فيها الوضع السوري المرعب وأحوال الناس في المحرر.
وقال يلدرم في تغريدته: “عندما تبقى ساعة واحدة فقط في معرة النعمان في سوريا ستفهم وقتها لماذا لا يعود السوريون الى بلدهم! تقولون للسوريين ارجعوا الى بلدكم، يعني أنكم تقولون لهم موتوا مع نسائكم وأطفالكم، يجب علينا ان نلغي هذا التفكير من عقولنا الى الأبد”.