مع دخول الأرتال العسكرية للجيش التركي الأراضي السورية باتجاه جنوب إدلب صباح اليوم، ومع تقدم نظام الأسد وميليشياته نحو إطباق السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في الموقع نفسه، بدأت ملامح أول صـ.دام عسكري فعلي بين الجانبين تلوح في الأفق القريب.
وقد تكوّن الرتل التركي الجديد من 28 آلية، بينها سبع دبابات وست عربات وشاحنات تحمل ذخيرة، ويعتبر أكبر رتل تركي يدخل المنطقة منذ إنشاء تركيا لنقاط المراقبة التابعة لها في الشمال المحرر، بناء على اتفاقيات “آستانا” الخاصة بخفض التصعيد.
وقد تعرض الرتل إلى قصـ.ف من قبل طيران نظام الأسد أثناء توجهه إلى الريف الجنوبي لإدلب برفقة فصيل “فيلق الشام” المنضوي ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير”، ما أدى إلى مقتل عنصر من الفصيل وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي أول تعليق من قبل النظام السوري على دخول الأرتال التركية إلى المنطقة، أدان مصدر في وزارة الخارجية التابعة للنظام التدخل التركي الذي وصفه بالسافر وبأنه انتهاك فاضح لسيادة سوريا، على حد تعبيره.
إقرأ أيضاً : تصريح لوزارة الدفاع التركية عقب استهداف قوات الأسد لرتل الجيش التركي
وقال المصدر إن “آليات تركية محملة بالذخائر والأسلحة والوسائط المادية اجتازت الحدود السورية التركية صباح اليوم ودخلت إلى مدينة سراقب في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين المهزومين من جبهة النصرة”، وفقاً لزعمهم.

من جهتها قالت تركيا بأن الرتل كان متوجهًا إلى نقطة المراقبة التاسعة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، ويأتي ذلك ضمن التفاهمات السياسية مع روسيا، كما أدانت استهداف الرتل، ووصفته بأنه يتعارض مع الاتفاقات السارية والتعاون والحوار مع الروس.
هذا وقد أكد مراسلون ميدانيون بأن الرتل التركي ما زال متوقفاً حتى الآن بعد استهدافه، تزامنًا مع قصف على المناطق المحيطة، في إشارة من النظام السوري إلى منعه من التقدم والوصول إلى خان شيخون، باعتبار أن وصوله وتمركزه في المدينة قد يقطع الطريق أمام قوات النظام للتقدم.
الطريق إلى خان شيخون
التطورات الأخيرة تأتي في ظل تقدم قوات النظام على الجهة الغربية لخان شيخون من خلال السيطرة على بلدة “الهبيط” والقرى والبلدات المحيطة لها، كما تحاول التقدم إلى المدينة من الجهة الشرقية عبر “تل سكيك وترعي” متجهة للمدينة نفسها من الطرفين.
وفي حال السيطرة على خان شيخون ستصبح بلدات ومدن ريف حماة الشمالي محاصرة تماماً، إلى جانب نقطة المراقبة التركية المقامة في “مورك” بالمنطقة نفسها، وتعتبر مدينة خان شيخون من أهم المدن في المنطقة كونها نقطة التقاء محافظتي إدلب وحماة، وتقع على الأوتوستراد الدولي (دمشق- حلب) الذي يحاول النظام السيطرة عليه.