تخطى إلى المحتوى

صحيفة فرنسية تؤكد بأن الطائفة العلوية تدفع ثمناً كبيراً في معارك إدلب

في مقال لها تم نشره مؤخراً، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية بأن العلويين دفعوا ثمناً باهظاً في معارك إدلب الأخيرة، حيث أن الأقلية العلوية التي ينحدر منها رأس النظام السوري وعائلته – عائلة الأسد – تمثل أهم قوة عسكرية في تشكيلة قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية بأن التقدم العسكري لقوات النظام السوري وحلفائه في محافظة إدلب كان مكلفاً من حيث الأرواح، لاسيما بالنسبة للعلويين الذين يشكلون الجزء الأكبر من القوات بين الجنود والميليشيات.

وذكرت الصحيفة بأن العلويين ينخرطون في قوات النظام السوري ضمن إطار الخدمة العسكرية الإجبارية والتطوع، كما أن حصيلة القتـ,لى في صفوف هذه القوات تجاوزت 1000 عنصر وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، لكن النظام يمتنع عن نشرهذه الأعداد في صفوف الجيش ويتكتم عليه.

وفي السياق ذاته، كشف استطلاع رأي واسع النطاق تم إجراؤه في أوساط القاعدة الشعبية المؤيدة لنظام الأسد – وضمن الطائفة العلوية بشكل خاص – عن آراء مباشرة حول نظام الأسد والثورة السورية وباقي مكونات الشعب السوري ومستقبل الحكم في سوريا.

إقرأ أيضاً : معارض علوي ينقل صيحات العلويين في الساحل المطالبة بالتقسيم والانفصال عن الأسد

عناصر يتبعون لقوات الأسد

وتم هذا الاستطلاع في سياق دراسة أجرتها الباحثة الإسرائيلية “إليزابيث تسوركوف” وقد تم نشر أجزاء من هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة “نيويورك بوك ريفيو” منذ أسابيع قليلة، حيث أجرت الباحثة استطلاع رأي للعلويين في سوريا استغرق عدة أشهر لإنجازه، وتضمن الاستطلاع شهادات مباشرة، وحوارات تمت عبر الهاتف مع أفراد من الطائفة.

ونظراً لانخراط شباب الطائفة بالقــتال لدعم نظام الأسد، قـتل عدد كبير منهم وتعرض البقية لعـاهات مستديمة، وأدت العقـوبات المفروضة على النظام لازدياد حالة الفــقر التي يعيشونها، والتي ازدادت عما كانت عليه في 2011.

مجتمع منعزل

وذكرت الباحثة بأن الفجوة بين السُـنّة والعلويين في سوريا اتسعت، حيث يرى العلويون أن السنة “متطـرفون” بحسب زعمهم، ولذلك يدعمون حكم الأقلية في سوريا للحفاظ على الطابع العلماني للحكم.

ويعيش المجتمع العلوي حالياً مرحلة تقييم نتائج الحـرب المدمـرة التي رماهم نظام الأسد كوقود لها، ويجدون أنفسهم في موقع المنتصر، إلا أن هذا النصر – إن جاز لنا تسميته نصراً – لم يكن بلا تكلفة، بل دفعوا ثمنه باهظاً.

مدونة هادي العبد الله