هو مجرد نطاق جغرافي ضيق يضم ثلاثة ملايين انسان معارضين لنظام حاكم مستبد طاغٍ خارج عن كل القيم والأعراف الإنسانية والدولية، لذلك قرر هذا النظام وحلفاؤه أن يصبو نيران آلتهم الحربية بالكامل على تلك الأرض وهذا الشعب، غير آبهين بكل العالم، العالم الذي لا يفعل أي شيء جدي في حقيقة الأمر لإيقاف المأساة.
محافظة إدلب السورية، آخر ما تبقى من معاقل الثورة السورية المناوئة لنظام آل الأسد القمـ.عي الاستبدادي ، ووجهة التهجير القسري الذي مارسه النظام وحلفاؤه على الثوار السوريين منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، الأمر الذي جعلها تكتظ بالساكنين والمدنيين، الذين يجمعهم جميعاً كره نظام الأسد وعداوته.
وبالرغم من كل ما حيك من اتفاقات مع نظام الأسد وداعميه للنأي عن هذه المحافظة وتركها وشأنها، إلا ان هذا النظام الغادر – كما هي عادته – ترك هذه المحافظة إلى النهاية، ريثما يصفي الثورة في كل المحافظات السورية واحدة واحدة.
إقرأ أيضاً : الشبكة السورية تشكف بالأرقام حصيلة الضحايا والخسائر في حملة الأسد وروسيا على إدلب
فلما تفرغ لإدلب، كان انتقامه منها شنيعاً ووحـ.شـياً، ليصب كل نيران آلته الحربية ويسلط عليها كل كلاب ميليشياته المسعورة دفعة واحدة، بحيث صار الرعـ.ب والمـ.وت والدمار رفيق ساكني مدن وبلدات هذه المحافظة المنكوبة منذ أن قرر نظام الأسد وحلفاؤه بدء التصعيد عليها.
وبعد أن بات الموت والخوف أمراً روتينياً يومياً لدة أهالي إدلب، وجه الإعلامي السوري المعارض “هادي العبد الله” صرخة شبه صامتة أمام هذا العالم الذي اعتاد بدوره مشاهد القصف والموت والدمار في إدلب، حتى صارت روتيناً مملاً لديه أيضاً.
وعلى صفحته، كتب هادي العبد الله قائلاً: “ربما فقدت هذه الكلمات التي نرددها في كل لحظة معناها، لكن اعذروني وتمعّنوا جيداً بها فهي واقعنا اليومي: الطائرات الروسية والطائرات الحربية والمروحيات التابعة للأسد تستهدف في هذه اللحظات مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي بغارات جوية مكثفة وأصوات الانفجارات تهزّ المنطقة”.
كلمات قد تأتي في سياق الخبر، إلا أنها مسبوقة بهزة او صرخة تحاول جعل هذا العالم الميت الفاقد للوعي والإحساس يشعر ولو قليلاً بجو الرعب والخوف الذي يخيم على هذه المنطقة المنكوبة، هذه المنطقة التي تسلط عليها أسفل خلق الله إجراماً ووضاعة ونذالة، دون أن يكون لأهلها في مواجهتهم أي معين.
هل يستيقظ الضمير؟
ومن المعروف عن العبد الله بأنه إعلامي سوري رافق الثوار السوريين في معظم الأحداث المفصلية الهامة التي مرت بالثورة منذ بداياتها، ولازال إلى يومنا هذا موجوداً في الداخل السوري المحرر لتغطية أحداث الثورة وإجرام الأسد وحلفاءه ضدها لحظة بلحظة.
وقد حصل منشور العبد الله على تفاعل وتعاطف كبير من متابعيه السوريين وغير السوريين حول العالم، بانتظار تعاطف كبار الساسة العالميين و”أصدقاء” الشعب السوري، وعلى أمل أي يقظة قريبة لضمير الإنسانية الغافي.