تخطى إلى المحتوى

صحفي تركي يوجه رسالة اعتذار للشعب السوري

وجه الكاتب والصحفي التركي “جلال دمير” رسالة اعتذار للشعب السوري بسبب ما يحدث من تضييق وحملات مسيئة ضدهم ضمن الأراضي التركية خلال فترة الأخيرة، وتأتي رسالته ضمنياً كرسالة تذكير للشعب التركي أيضاً مذكراً إياهم بالظروف الصعبة التي عاشها السوريون بسبب الحرب.

حيث بدأ دمير رسالته مذكراً الأتراك بمأساة السوريين: “نسينا بأن لهم وطناً كانوا يعيشون فيه براحة، وكانت لهم بيوت من حجارة بطابق أو اثنين أو ثلاثة، ولم يكونوا يجرؤون على التفكير بتركها أو تغييرها لأن هذه البيوت ممتلئة بالذكريات”.

وتابع بقوله: “نسينا بأن لهم مدارس وأسواق وأحباء وجيران وبساتين وأوصاف لا بديل لهم عنها في هذه الحياة، نسينا بأنه ضاقت بهم الأرض والسماء وظن البعض منا أنهم لم يروا أي شيء ولم يكن لهم أي شيء من الحياة”.

ومتابعاً في وصف الصورة المغلوطة بحق السوريين قال دمير: “ظننا بأنهم لا يعرفون قيادة السيارات ولا يعرفون ذوق الحياة، ظننا بأنهم لم يروا مولات أو شركات أو بنايات”.

وتابع قائلاً: “ظننا بأنهم ألقوا بأنفسهم في أحضان أرضنا خوفاً من الحرب، وظننا بأنهم تركوا بلادهم رغبةً في الراحة، ظننا بأنهم لا يعرفون شيئاً من الحنان والعلم والمعرفة والثقافة والشجاعة، وحينما رأيناهم يرجفون ويخافون في أحضان أرضنا ظننا أن هذا من البرد أو الخوف”.

إقرأ أيضاً : السلطات التركية تتخذ قراراً بخصوص السوريين المرحلين بالخطأ

وقال أيضاً: “ظننا بأنهم لا يحملون الغضب ولا يجوز لهم الغضب، فكرنا بأنهم تعودوا الكسل والرخاوة، ولم نعرف بأنهم أجبروا على ذلك، ظننا بأن لنا حق، وأننا مفضلين عليهم مهما كانت الوضع”.

وقال دمير: “حينما أعطيناهم شيئاً تفضلنا به عليهم، أعطيناهم لباساً وعاملناهم كأنهم لم يروا لباساً قبله، ونسينا أننا كنا نشتري منهم ألبستهم المستعملة وكنا نبيعها في اسواقنا فيما مضى”.

الكاتب والصحفي التركي “جلال دمير”

وتابع قائلاً: “كلما أعطيناهم شئياً بسيطاً صورناه ونشرناه على صفحاتنا كأننا أجرينا عملاً لا بديل لهم عنه، أعطيناهم سلةً من المواد الغذائية وفكرنا أننا أعطيناهم حياةً سعيدة وفكرنا بأنهم لم يعرفوا قبل مجيئهم طعاماً ولا قوتاً، تعاملنا معهم كأنهم أتوا من كوكب مختلف ولقد ظننا بأنهم ليسوا مثلنا فضلاً عن أننا لسنا منهم”.

واستطرد بقوله: “ظننا بأنهم عبئ علينا، وبأنهم أكلوا رزقنا وشغلوا حدائقنا وأرضنا، ولم نفكر بأنهم جيراننا وإخواننا في الدين، أعطيناهم مئة وأخذنا منهم مئتين، تحدثنا منهم وعليهم وعنهم واحياناً سببناهم وشتمناهم وظلمناهم”.

ومعتذراً من كل هذه التصرفات والأخطاء المغلوطة قال دمير: “أيها السوريون، نعتذر عما فعله البعض منا، ونعتذر عن تفكير البعض منا بهذه الطريقة، سامحونا عن معاملات وأفكار سيئة تصدر من بعضنا، سامحونا لأننا أعطيناكم صفة إقامة مؤقتة وما أدركنا صعوبة لاجئ ونازح وما شعرنا بصعوبة هوية مؤقتة”.

اعتذار وخجل

وختم كلامه قائلاً: “سامحونا عما فعله سفهاءنا، سامحونا لأننا لم نكن نؤدي واجبنا تجاهكم، ونحن نعرف بأن الحكومة التركية غير مقصرة معكم، بل المقصر معكم هو البعض منا من الشعب والجمهور”.

ومن المعروف عن جلال دمير تضامنه المطلق مع السوريين وقضاياهم، وهو يشغل منصب مدير مخيم مدينة “نيزب” للسوريين بولاية غازي عنتاب أقصى جنوب البلاد، وهو يجيد اللغة العربية بشكل ممتاز، وقد قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية بين اللغتين العربية والتركية.

مدونة هادي العبد الله