بعد احتلالهم مؤخراً لريف حماة الشمالي بما فيه من مدن وبلدات كانت معاقل لأهم فصائل الثورة السورية لنظام الأسد وحلفاءه، تكشفت للقوات الروسية والأسدية الغازية حقيقة العديد من الخدع والتكتيكات الحربية التي كانت الفصائل تتبعها في حربها مع تلك القوى النارية، وبإمكانياتها البسيطة جداً.
فقد أظهرت صور بثتها وكالة “آنا” الروسية تكتيكاً اتبعته الفصائل الثورية لخداع الروس في معارك شمال حماة، وذلك عبر استخدام مجسمات وهمية لدبابات ومدرعات وتمويهها بالأعشاب والأشجار، مما يظهرها من الجو على أنها دبابات ومدرعات حقيقية أمام طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية.
وبثت الوكالة الروسية أمس صوراً من مناطق شمال حماة أظهرت مجسمات بسيطة لعربات ومدرعات عسكرية وزعتها الفصائل قرب الجبهات، بغرض التشويش على الطيران وعمليات الرصد وإشغال الوحدات النارية لقوى العدوان.
إقرأ أيضاً : من المخافر إلى المعارك نظام أسد يزج بالشرطة المدنية على جبهات حماة وإدلب
وقال نشطاء محليون بأن نفس الوكالة كانت قد نشرت العديد من التسجيلات المصورة التي تظهر قصف الطيران لعربات عسكرية ادعت أنها دبابات للفصائل في حين أن ما تم استهدافه في الحقيقة هو نماذج من تلك المجسمات لا أكثر.
يُشار إلى أن هذا التكتيك كان يتم اتباعه من قبل بعض الجيوش أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بعض الدول وقتذاك بإنشاء معامل خاصة لتصنيع المجسمات والتي تنوعت ما بين الخشبية والمعدنية والمطاطية.
مهام متعددة
ولا يقتصر استخدام المجسمات على التمويه والإشغال، وإنما قد تستخدم في إطار الحرب النفسية وإثارة الرعب لدى العدو عن طريق تسيير أرتال لآليات تحمل نماذج منها، وهو ما فعلته بعض طلائع القوات الأمريكية التي غزت ألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكانت قوات نظام الأسد مدعومة بالطيران الروسي والميليشيات الروسية قد تمكنت من إحكام السيطرة بالكامل على ريف حماة الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية، بينما لا زالت المواجهات في ريف إدلب الجنوبي مشتعلة بينها وبين الفصائل الثورية المقاتلة.