إثر تصاعد الخلاف بين الجانبين التركي والروسي حول مصير آخر معاقل قوى الثورة السورية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، ووصول المحادثات بينهما إلى طريق مسدود تقريباً، رفضت تركيا طلباً روسياً بانسحاب القوات التركية وقوات المعارضة السورية من جنوب محافظة إدلب، ونقلها إلى ريف حلب الشمالي.
ونقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادر خاصة بأن روسيا تريد من تركيا إخلاء نقاطها في “مورك” و “الصرمان” و “تل طوقان”، ونقل جميع الجنود الأتراك وجنود الفصائل الثورية إلى مناطق شمال حلب، وهو ما يعني انسحاب تركيا التام من جنوب محافظة إدلب.
وأضافت المصادر بأن تركيا رفضت الطلب الروسي، وعرضت بدلاً من ذلك نقل هؤلاء الجنود الأتراك إلى مواقع عسكرية تركية أخرى حول إدلب، وبالمقابل تسعى روسيا إلى إعادة فتح الطريق الدولي السريع M5 الذي يربط حلب باللاذقية، والطريق M4 الذي يربط حلب بدمشق.
إقرأ أيضاً : بعد توتر العلاقات مع روسيا أردوغان يناقش ملف إدلب مع الرئيس الأمريكي
ووفقا لمصادر تركية فقد سافر رئيس المخابرات التركية “هاكان فيدان” والمتحدث الرئاسي “إبراهيم كالن” سراً إلى موسكو ليلة 20 آب أغسطس الجاري، وعقدا اجتماعات مع نظرائهما الروس، ولكن هذه الاجتماعات لم يتم تأكيدها رسمياً بعد.
وفي السياق نفسه قال المحلل الأمني التركي “متين غورجان” بأن تركيا تحاول حاليًا تحديد ما إذا كان فشل روسيا في إيقاف الضربة الجوية التي تعرض لها الرتل العسكري التركي الأسبوع الماضي كان مهملًا أم مقصودًا، والسؤال الذي يطرحه الجميع في أنقرة الآن هو: هل تتجه العلاقات التركية الروسية نحو المواجهة؟
وأشار غورجان إلى أن الوضع في شمال غرب سوريا ليس السبب الوحيد للخلاف بين أنقرة وموسكو، وأوضح بأن موسكو ترى بأن إمكانية قيام الولايات المتحدة وتركيا بإنشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا يعد تهديداً واضحاً لاستراتيجية النظام المتمثلة في فرض السيادة على جميع الأراضي السورية.
إلى أين؟
وأضاف بأن موسكو تعتقد بأن خطة السلام التي تم التفاوض عليها مسبقًا ضرورية لإبعاد تركيا عن الخطط الأمريكية في سوريا، وأنها لا يمكن أن تتجاهل إمكانية وجود شراكة تركية أمريكية تمتد إلى المنطقة الواقعة شرق الفرات.
هذا وتشهد العلاقات التركية الروسية المعقدة انحداراً واضحاً في الآونة الأخيرة بسبب ملفي إدلب والمنطقة الآمنة، الأمر الذي حدا بالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن يعلن نيته زيارة موسكو بشكل مفاجئ وسريع في الـ 27 من الشهر الجاري لمناقشة الملفات العالقة مع نظيره الروسي.