تخطى إلى المحتوى

الإعلام الروسي يشن حملة على الرئيس التركي قبيل وصوله إلى موسكو

مع فشل المفاوضات التركية الروسية بالترافق مع التصعيد العسكري الروسي الأسدي في إدلب منذ أربعة أشهر، ومع إعلان الرئيس التركي يوم أمس بأنه سيقوم بزيارة لموسكو خلال الأسبوع القادم، تتوالى إشارات الاستفهام حول مستقبل التنسيق المشترك بين الروس والأتراك بخصوص الملف السوري، بل ومستقبل العلاقات بين البلدين من الأساس.

وقد بدا الإعلان عن الزيارة يوم أمس وكأنه محاولة تم ترتيبها على عجل في سياق إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المكاسب والاتفاقيات بين الطرفين، وفي سياق تقريب وجهات النظر، وإيجاد آلية مشتركة للتعامل مع المستجدات الميدانية الجارية في إدلب.

وخلال الأشهر الماضية قام الطرفان بجولات حوار على مستوى وزارتي الدفاع في البلدين، لبحث التطورات بعد تقدم جيش نظام الأسد مدعوماً من الطيران والمدفعية الروسيتين في مناطق شمال حماة وجنوب إدلب واقترابه من محاصرة نقطة المراقبة التركية في مورك.

وبينما أعلنت تركيا بأنها لن تنسحب من نقطتها، أظهرت أشرطة فيديو وزعتها وكالات رسمية روسية أنها باتت على مرمى نيران المدفعية والقوات السورية المتقدمة، الأمر الذي عمّق الهوة أكثر وأكثر بين الروس والأتراك.

وكان لافتاً بأن الأوساط العسكرية الروسية استبقت اللقاء المنتظر بين الرئيسين التركي والروسي بتصعيد لهجتها ضد التحركات التركية في سوريا، والتأكيد على دعم تقدم جيش النظام في مناطق جنوب إدلب.

إقرأ أيضاً : تصريحات لوزير الدفاع التركي حول آخر التطورات في إدلب وشرق الفرات

وكتبت صحيفة “فوينويه أبوزرينيه” الروسية القريبة من نظام الأسد قائلة: “يستكمل بدعم من سلاحي الطيران والمدفعية الروسيين، عملية تطهير الجزء الشمالي من محافظة حماة وجنوبي محافظة إدلب، في حين ظهرت أسئلة كثيرة حول تحركات تركيا التي تتعارض مع مواقف موسكو”، على حد تعبيرها.

وذكرت الصحيفة بأن وسائل إعلام روسية مهمة خرجت بتوقعات متشائمة وأبرزت عناوين مثل: “نهاية الصداقة مع تركيا قد أزفت” و”تركيا تعمل ضد مصالح روسيا في سوريا”، لافتة إلى أن موسكو عملت على تحسين العلاقات مع أنقرة.

بوتين وأردوغان

كما قامت روسيا بتزويد تركيا بأنظمة صاروخية متطورة من طراز “إس400” وتستعد لبيعها مقاتلات حديثة من طراز “سوخوي 35″، بينما الأتراك يضعون العقبات أمام السياسة الروسية في سوريا، على حد زعم الصحيفة.

وتابعت الصحيفة بأن تركيا تتطلع إلى ضمان مصالحها في إطار الدستور السوري القادم الجاري التحضير له، وإلى المشاركة في إعادة الإعمار بعد الحرب، وبشكل عام تريد جني المكاسب من دون أن تضحي بمشروعات مهمة مع روسيا، مثل خطوط الأنابيب ومحطات الطاقة النووية وشراء أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات.

واستطردت الصحيفة بالقول: “رغم أن روسيا تتفهم كل هذه الأسباب، لكنها لا تثق تماما بتركيا، ومن مصلحتنا تقليل هذا التأثير المستقبلي إلى حده الأدنى، وهذا ينسحب أيضا على الإيرانيين، ورغم تحالفنا مع إيران في سوريا، فمن الواضح أننا لا نريد أن يعادل نفوذ إيران هناك بعد الحرب نفوذنا”.

تصادم الإرادات

بينما كتب معلق آخر في الصحيفة ذاتها قائلاً: “نجاح عملية طرد القوات العسكرية التركية من كامل أراضي إدلب يعتمد على استعداد موسكو للقيام بتصرف حازم والفصل بين هذه التحركات وأولوية البعد التجاري للتعاون الروسي التركي”.

وتابع بقوله: “مهما قيل عن رحيل القوات التركية من نقطة المراقبة التاسعة على خلفية تطهير خان شيخون، ستبدأ المرحلة الحادة من المواجهة للسيطرة على بقية إدلب في المستقبل المنظور، وهنا سيعتمد كل شيء على استعداد موسكو للتحرك رغم العقود الضخمة الواعدة مع تركيا”، على حد زعمه.

وكان كل من الرئيسين الروسي والتركي قد أجريا مكالمة هاتفية منذ يومين لم توصف بأنها مثمرة، وقد صرح الرئيس التركي خلال المكالمة مع نظيره الروسي بأن ما يفعله نظام الأسد في إدلب يضر بالأمن القومي التركي، وأنه سيؤدي على أزمة إنسانية كبيرة.

مدونة هادي العبد الله