تخطى إلى المحتوى

450 ألف فتاة عانس في سوريا وإعلام الاسد يقترح حلولاً من كوكب آخر

بينما تتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في سوريا في ظل حكم نظام الأسد، يستمر إعلامه الموالي بتقديم حلول تافهة وسخيفة متظاهراً بالانفتاح والحرية، ويستمر بتعليق جميع المشاكل إما على شماعة الفساد، أو التقاعس الحكومي، وهذا أقصى سقف للحرية لديه، دون أن يجرؤ على الاقتراب من لبّ الفساد والانهيار والتخلف ذاته.

وكنموذج لإحدى المشاكل الجديدة في المجتمع السوري، تفرض مشكلة ازدياد ظاهرة “العنوسة” لدى الفتيات السوريات نفسها بقوة في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية المنهارة تماماً في الداخل السوري بسبب ممارسات نظام الأسد، وأشارت آخر الاحصائيات لدى إعلام النظام إلى وجود 450 ألف فتاة عازبة في سوريا، تجاوزت أعمارهن الـ 30 سنة.

إلا أن الإعلام الموالي لنظام الأسد كان له رأي آخر، ومتظاهراً بالحرية والديمقراطية وملاحقة “المسؤولين”، علق موقع “سيريا ستيبس” الموالي بسؤال على هذه المشكلة قائلاً: “أين قروض الزواج؟”، وكأن المشكلة كلها باتت متمثلة فقط في تقصير الحكومة بإعطاء قروض زواج للشباب لكي تُحل كل المشاكل!

نساء سوريات

إقرأ أيضاً : الشبيح صطيف يسخر من وقوف “مكسيم خليل” مع الشعب السوري وإدلب

وفي هذا الصدد، تقول الباحثة الاجتماعية “فاتن سليمان” شارحة أبعاد هذه القضية: “بالطبع الشباب السوري إما زج بهم النظام في المعتقلات أو المقابر أو على جبهات القـ.تال، كما تواجه حكومة النظام سؤال آخر، ماذا لو أنها قدمت قرضا للزواج، أين الشباب؟”

وأوضحت سليمان أنه “وبغض النظر عن الوضع والظرف الذي تمر به البلاد، فإن غياب فرص العمل، وعدم تكافؤ الفرص، والغلاء، وعوامل أخرى في مناطق النظام، أسهمت في إحجام الشباب عن الزواج، وكما أسلفت نفترض عدم وجود الحرب”.

ماهو السبب؟

وأضافت قائلة: “القضية لا علاقة لها بقرض زواج وما شابه، إنها إحدى مؤشرات إجرام النظام بحق المجتمع، والأرقام أعلى بكثير مما قدمه الإعلام الموالي”.

ولا يوجد إحصائية دقيقة في هذا الملف، إلا أن الواقع على الأرض يؤكد بأن المجتمع السوري مقبل على كارثة اجتماعية على المدى القريب، ويبدو واضحاً بأن الإعلام الموالي للنظام تعمد هذه المرة الابتعاد عن تعليق المشكلة بالحرب، في محاولة إلى لفت الأنظار عن السبب الرئيسي والحقيقي في ارتفاع أعداد العازبات.

مدونة هادي العبد الله