بعد أسبوعين من التقدم المطّرد لنظام الأسد وميليشياته وحلفاءه، وسيطرتهم على مساحات واسعة من ريفي حماة وإدلب، انتقلت الفصائل الثورية من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم، لتعود إلى سابق عهدها بالعمليات النوعية وتكبيد العدو خسائر فادحة.
فقد بدأت الفصائل الثورية في الشمال السوري المحرر صباح اليوم الثلاثاء عملاً عسكرياً معاكساً على مواقع الميليشيات الروسية والإيرانية جنوب إدلب، تمكنت من خلاله بأن تكسر خطوط دفاع الميليشيات، موقعة العشرات من العناصر ومغتنمة العديد من الأسلحة والذخائر.
حيث بدأت كل من غرف عمليات “الفتح المبين” و”حرض المؤمنين” هجوماً عسكرياً على عدة مواقع لميليشيات روسيا وإيران جنوبي إدلب، تمكنت خلاله من اختراق خطوط الدفاع الأولى للميليشيات على محاور “تل مرق” و”السلومية” و”الجدوعية” و”شم الهوى”.
إقرأ أيضاً : تركيا ترفض طلباً روسياً بشأن قواتها العسكرية جنوب إدلب
كما تمكنت الفصائل من تحييد العشرات من عناصر الميليشيات، وأسر ضابط من قوات النظام مع بداية الهجوم، كما اغتنمت دبابة وثلاث عربات BMP ورشاشاً من عيار 23 ملم وقاعدة إطلاق صواريخ مضادة للدروع.
من جهتها أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” عن قتل وجرح عدد من عناصر القوات الخاصة الروسية لدى إحباط محاولة تسلل لمجموعة لها مزودة بمعدات للرؤية الليلية وكواتم الصوت على محور “تل دم” في ريف إدلب الشرقي.
كما أعلنت هيئة تحرير الشام عن إرسال سيارة مفخـ.خة استهدفت ميليشيات الأسد على محور جنوب إدلب الشرقي ،موقعة العشرات من قوات الأسد.
عملية نوعية
يُشار إلى أن الفصائل الثورية تمكنت اليوم من انتزاع المبادرة بالهجوم على محاور الشمال السوري، وقد كان لهذا التحرك دور هام في خلط الأوراق على قوات النظام وحلفاءه خلال المواجهات السابقة، حيث يعد عمل اليوم هو الأوسع من قِبل الفصائل منذ خرق النظام لاتفاق وقف إطلاق النار مطلع الشهر الجاري.
وكانت قوات النظام والميليشيات المساندة لها بدعم ناري مطلق من الطيران الروسي قد تمكنت من احتلال مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، محاصرة بذلك ريف حماة الشمالي بالكامل ومسيطرة عليه لاحقاً، الأمر الذي أشعل أزمة بين كل من الضامنين الروسي والتركي إثر حصار النقطة التركية في ريف حماة الشمالي بمورك، وتهديد النظام بانه سوف يزيلها.