لا تزال محافظة درعا في أقصى جنوب سوريا تشهد المزيد من الغليان الثوري ضد نظام الأسد رغم كل ما أحيطت به من قيود “المصالحات” ، وهو الأمر الذي توقعه الكثيرون وخاصة كون درعا هي التي أشعـ.لت فتيل الثورة السورية في آذار مارس 2011 ومنها انطلقت شرارة الثورة إلى باقي المحافظات.
وكتأكيد على هذا الأمر، خرجت اليوم الثلاثاء مظاهرة في حي “درعا البلد” بمدينة درعا مطالبة بإسقاط نظام الأسد، وقال تجمع “أحرار حوران” إن المظاهرة انطلقت خلال تشييع ثلاثة عناصرمن الجيش الحر قـ.تلوا أثناء حفرهم خندقاً في معركة المنشية منتصف عام 2014، وعُثر عليهم يوم أمس الإثنين.
وفي الـ 21 حزيران يونيو الماضي، تظاهر العشرات من أبناء مدينة درعا مطالبين بإطلاق سراح المعتـ.قلين ورفع قبضة النظام الأمنية عن أهالي المدينة.
كما رصد ناشطون في الشهر ذاته انتشار الملصقات على جدران منازل بلدة “سحم الجولان” بريف درعا الغربي، تحوي كلمات تدعو إلى التمرد والعصيان العسكري ضد نظام الأسد، وتطالب أهالي درعا بعدم إرسال أبنائهم إلى جيش الأسد للقـ.تال ضد الثوار في إدلب بشمال سوريا.
إقرأ أيضاً : درعا تربك الأسد من جديد .. دعوات للعصيان المدني والثورة (صور)
ويؤيد هذا الغليان الثوري في درعا تقرير نُشر مؤخراً لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، يحمل فكرة رئيسية مفادها أن النظام السوري يواجه خطر فقدان السيطرة على درعا نتيجة العمليات التي يشنها “مسلحون مجهولون” في الأشهر الثلاثة الماضية.
وبحسب التقرير فقد تسببت الاغتيالات والهجمات المتكررة على الحواجز والحرائق المفتعلة والاشتباكات المتقطعة في إحداث فوضى تنذر بعودة الحراك الثوري من جديد إلى المنطقة.
مهزلة المصالحات
وكان نظام الأسد قد تمكن في تموز يوليو 2018 من إحكام السيطرة على درعا ضمن وساطة روسية استخدم فيها ما يعرف بـنظام “المصالحات”، حيث يمنع على القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من الدخول لـمناطق المصالحات، بينما يسيطر النظام على هذه المناطق شكلياً فقط وبتواجد شرطة عسكرية روسية.
وسمحت هذه الصيغة من الاتفاق بالحفاظ على نفوذ الفصائل في تلك المنطقة، مع وجود اختلافات شملت رفع علم النظام، وعودته للعمل في تلك المناطق تحت الإطار المؤسساتي.
وشهدت درعا في آذار مارس الماضي عشرات المظاهرات في جميع أنحائها احتجاجاً على إقامة تمثال لحافظ الأسد، وشملت المظاهرات مناطق لا تسيطر فيها قوات النظام، إلا أنه رد عبر عمليات انتقامية، شملت عمليات اعتقال، وحالات مضايقة.
كما أن حملة التصعيد الأخيرة ضد إدلب قد غيرت المعادلة تماماً في مناطق درعا، حيث تركزت معظم قوات النظام في الشمال، مما سمح بعودة الهجمات السريعة على الحواجز التابعة للنظام في الجنوب، إضافة لسخط أبناء درعا جراء إرسال أبناءهم لمحرقة إدلب موقود لآلة الحرب الأسدية.