بعد أن أرهـ.بت الناس لأعوام مضت، شهدت مدينة اللاذقية قبل أيام انسحاباً لميليشيا “الحارث” التي يقودها “بشار طلال الأسد” ابن عم رأس النظام، حيث قامت الميليشيا بسحب عناصرها من جميع حواجز المدينة، إضافة لإخلاء مقراتها هناك دون معرفة الأسباب.
وسبق أن هـ.دد قائد هذه الميليشيا “بشار طلال الأسد” بالنأي بقواته بعيداً عن أية عمليات عسكرية مقبلة في اللاذقية، إلا أن موضوع الانسحاب من المدينة كان قراراً مفاجئاً، حيث جاء إعلان الانسحاب إبان استبعاد هذه الميليشيا إلى جانب ميليشيات أخرى من جبهات اللاذقية.
وقالت مصادر في اللاذقية بأن ميليشيا الحارث انسحبت من نحو 15 مقراً في اللاذقية، إضافة إلى حواجز أخرى قرب الميناء ومنطقة الشيخ ضاهر وسط المدينة، إضافة لنقاط في محيط قيادة الشرطة وعلى طريق حلب اللاذقية.
وأضافت المصادر بأن الانسحاب تجلى بسحب للعناصر والآليات والسـ.لاح الثقيل التابع للميليشيا حيث باتت غالبية الحواجز في المدينة خالية من أي تواجد للميليشيا، فيما ملأت ميليشيا الدفاع الوطني الفراغ الذي أحدثته ميليشيا الحارث في المدينة ومحيطها.
إقرأ أيضاً : بعد حملة أطلقها ناشطون سوريون نادٍ أوروبي يتخذ قراره بخصوص الحارس الشبيح
وبحسب المصادر فإن قرار ابن طلال الأسد الأخير حول نأيه بنفسه وقواته عن أية معارك مقبلة في المحافظة، هو السبب الرئيسي وراء إجباره على الانسحاب من المدينة، حيث تم إصدار أوامر تقضي بإقصاء ميليشيا الحارث من اللاذقية ككل، إلا أن ابن طلال الأسد عاد لسياسة التهديد والوعيد بإشعال الوضع في عقر دار أسد بمدينة القرداحة ليتم القبول بانسحابه من اللاذقية المدينة فقط.
وذكرت المصادر أن لقاءً جرى بين ابن طلال الأسد وبين ضباط روس من قاعدة حميميم العسكرية الروسية وبحضور عدد من ضباط النظام، وقد صدرت الأوامر بإقصاء ميليشيا الحارث من اللاذقية باتجاه سهل الغاب في حماة.
إلا أن بشار طلال الأسد احتج على ذلك متوعداً أنه في حال تم إجباره على هذه الخطوة فسيكون الرد في القرداحة وجبلة والساحل ككل، لتجري مفاوضات قصيرة انتهت بموافقة الروس على إبقاء الميليشيا بريف اللاذقية فقط، وانسحابها من المدينة.
وبحسب المصادر فإن الميليشيا تمركزت بداية في ناحية “الفاخورة” التي تعد معقلها الأكبر والرئيس، ثم أعادت انتشارها في القرى المحيطة وصولاً لمدينة القرداحة، حيث تمركزت في محيط المدينة من الجهتين الشمالية والغربية وسط تعزيزات لها على الأطراف الشرقية.
ميليشيات التشبيح
وفي الوقت ذاته صدرت أوامر من ابن طلال الأسد بإخراج كل السلاح الثقيل، ووضعه قيد الاستعمال ونشره على مقرات الميليشيا وحواجزها والبقاء في وضعية الجاهزية دون معرفة الأسباب.
يذكر بأن قوات الاحتلال الروسي كانت قد قامت بعزل خمس ميليشيات عن المشاركة في جبهات القتال بإدلب ومحيطها، وهذه الميليشيات هي: العرين – الدفاع الوطني – الحارث – نسور الزوبعة – مجموعات تابعة للأمن العسكري وفلول ميليشيا صقور الصحراء سابقاً.
وقد ذكرت بعض المصادر بأن عملية العزل جاءت بعد الهجوم الأخير الذي شنته فصائل الثورة في جبال الساحل السوري انطلاقاً من تجمعاتها في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، مشيرة إلى أن ذلك جاء برغبة روسية تتجه لإقصاء تلك الميليشيات وإبعادها عن جبهات الساحل المحتدمة بسبب فشلها الذريع هناك.