بعد إعلان الهدنة التي بدأت فعلياً يوم أمس بإعلان من وزارة الدفاع الروسية، وبعد سلسلة من المحادثات بين الجانبين التركي والروسي لم تتضح معالمها حتى هذه اللحظة، بدأ الجيش التركي باتخاذ إجراءات جديدة في محافظة إدلب، من خلال تعزيز تواجده العسكري والشروع بإنشاء نقاط مراقبة جديدة.
وقد دخل رتل عسكري تركي مؤلف من عدة عربات مدرعة إلى محافظة إدلب صباح اليوم متوجهاً إلى ريف إدلب الجنوبي، كما انتشرت دورية تركية على الطريق الدولي بين دمشق وحلب قرب مفرق “الكماري” في ريف حلب الجنوبي، وفق ما يبدو بأنه تنفيذ لمهمة استطلاعية، تمهيداً لإنشاء نقطة مراقبة جديدة.
وأوضح مصدر عسكري بأن الجيش التركي يعتزم إقامة نقاط مراقبة جديدة غرب مدينة “سراقب” على طريق حلب اللاذقية، وقرب مدينة “جسر الشغور”، وفي بلدة “محمبل”، وتأتي هذه التحركات في إطار تعزيز النفوذ التركي بالتوازي مع سعي روسيا والميليشيات إلى قضم المزيد من المناطق في إدلب.
إقرأ أيضاً : أردوغان في اول تصريح عن إدلب بعد عودته من روسيا ومكالمته ترامب
وكان وفد عسكري تركي قد أجرى يوم الثلاثاء الماضي جولة استطلاعية في مناطق جديدة من محافظة إدلب شملت مدينتي أريحا وسراقب في الريف الغربي لإدلب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت بياناً منذ يومين يقضي بأن جيش النظام السوري سيوقف إطلاق النار “من جانب واحد” في إدلب صباح 31 آب أغسطس، وطالب جميع فصائل الثورة السورية في إدلب ومحيطها بالانضمام إلى هذه الهدنة وإعلان وقف إطلاق النار من طرفهم أيضاً.
مصير غامض
ويأتي هذه الإعلان بعد مرور شهر آب أغسطس الحالي الذي كان حافلاً بالمـ.جازر والقصف الروسي والأسدي على مناطق محافظة إدلب ومحيطها، وسط تقدم مستمر لقوات نظام الأسد وميليشياته المساندة تحت غطاء النيران الروسية الكثيفة.
بينما من المرجح أن يكون هذا الإعلان عن وقف إطلاق النار نتيجة للمباحثات الثنائية التي جمعت كلاً من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في موسكو حول الوضع في إدلب منذ أيام.
وفي تحليل آخر، يمكن أن تكون هذه الهدنة مجرد كسب للوقت لدى الروس ونظام الأسد بعد شهر كامل استنزفوا فيه طاقات بشرية ونارية هائلة، ليقوموا بعد الهدنة بهجوم أشد للإجهاز على ما تبقى من المناطق المحررة.