تخطى إلى المحتوى

صحيفة إماراتية تكشف أسباب الهدنة الروسية في إدلب

كتبت صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية الناطقة باللغة الإنكليزية مقالاً تحدثت فيه عن الهدنة الأخيرة التي تم إعلانها من قبل الروس في إدلب السورية، وكيف أنها محاولة روسيّة لإظهار مدى السيطرة المطلقة للروس على نظام الأسد.

وبدأت الصحيفة مقالها بسرد لبدايات التدخل الروسي في سوريا إلى جانب نظام الأسد، فمنذ أن دخلت القوات الروسية سوريا قبل أربع سنوات، كان وجودها مصدر غضب للقوى الرائدة في العالم، وعليه فإن قرار بوتين بالتدخل عسكرياً وإنقاذ نظام الأسد لم يغير مجرى الصراع فحسب، بل شوش الغرب وأحدث خرقاً لمجلس أمن الأمم المتحدة حتى يومنا هذا.

وكعضو دائم في مجلس الأمن، كانت روسيا تدعو إلى السلام، لكنها كانت تشارك في الحرب في الوقت نفسه، ويمكن رؤية هذا الموقف المتناقض في إدلب، وخاصة من خلال إعلان الهدن المتتالية والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضي.

من جهة أخرى، دعا مشروع القرار الذي صاغته بلجيكا والكويت وألمانيا ووُزع على أعضاء مجلس الأمن يوم الخميس الماضي إلى وقف إطلاق الـ.نار بسبب مستويات العنـ.ف غير المقبولة والمتصاعدة في محافظة إدلب وما حولها، ثم جاء إعلان روسيا لوقف إطلاق النار بعد فترة وجيزة.

إقرأ أيضاً : صحيفة أمريكية توضح سبب لجوء نظام أسد وروسيا للهدنة

مجلس الأمن
مجلس الأمن

ومع أنه قد تم تحقيق الكثير في اجتماع الأسبوع الماضي بين الرئيسين الروسي والتركي، إلا أن هناك عوامل أخرى دفعت للهدنة، فروسيا سوف تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر أيلول سبتمبر، وهي حريصة على تجنب الاشتباكات الكلامية العامة وإحراجها حول سوريا.

كما أنها وبعد أشهر من تلقي اللوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حول دورها في إدلب، فمن المرجح أن ترغب موسكو في إظهار سيطرتها على نظام الأسد من خلال هذه الهدنة، ورغم أن النظام يريد استعادة إدلب، يعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن القـ.تال قد يستمر لسنوات إذ أصر الأسد على استخدام الوسائل العسكرية في استعادة الأراضي.

ولازالت جهود الأمم المتحدة تتعثر في التوصل إلى تسوية سلمية مرة أخرى، فالنظام السوري يعرقل وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع التي يُعتقد أنها استخدمت لإنتاج المواد الكيماوية التي قصف بها الشعب السوري مراراً، كما أن جهود إطلاق سراح المعتقلين لدى نظام الأسد وصلت إلى طريق مسدود.

هل ينكشف الموقف الروسي؟

من جهتها، لازالت روسيا تستخدم حق النقض “الفيتو” ضد أي قرار بحق نظام الأسد، كما فعلت في 12 مناسبة سابقة، لكن الدفاع عن الأسد مرة أخرى ينطوي على مخاطر، بالنظر إلى أن روسيا متهمة بالتواطؤ في قصف المدارس والمستشفيات وعمال الإغاثة.

وكنتيجة نهائية، أظهرت مسودة وقف إطلاق النار في إدلب بأن روسيا ليست محصنة ضد الضغوط الدولية، وفي هذا الصدد قال “ريتشارد جوان” مدير مجموعة الأزمات في الأمم المتحدة: “إن هذا يعني على الأقل بأن على الروس شرح موقفهم أمام مجلس الأمن مع تطور الأحداث”.

مدونة هادي العبد الله