بالرغم من المحادثات المستمرة والتنسيق العسكري المشترك بين كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال وضع المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشمال الشرقي لسوريا غامـ.ضاً ومبهم التفاصيل في ظل اختلاف وجهتي النظر الأمريكية والتركية بهذا الخصوص.
وفي هذا الصدد، وفي تعليق جديد على موقف تركيا من إجراءات العمل على المنطقة الآمنة، صال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” اليوم: “نعتبر عمليات التحليق المروحية المشتركة مع الأمريكيين في شمالي سوريا، فرصة لرؤية كل ما يُدّعى القيام به في الميدان بما في ذلك تدمـ.ير التحصينات الإرهابية”.
وتابع وزير الدفاع التركي قوله: “خططنا للبدء بتسيير الدورات البرية المشتركة في الثامن من أيلول سبتمبر الجاري”، وذلك في سياق اتفاق التنسيق العسكري المشترك على الحدود السورية التركية شرقي الفرات بين الجانبين التركي والأمريكي.
إقرأ أيضاً : أردوغان يصرح حول موقف وخيارات بلاده في ملفي إدلب والمنطقة الآمنة
وكان أكار قد صرح منذ أيام بأن بلاده تتابع بحساسية جملة الوعود التي قطعتها الولايات المتحدة الأمريكية حول إقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، وقال: “إن المعلومات التي تعطى، لا نقبلها حتى نتأكد من حقيقتها”.
كما جدد الرئيس التركي تهديده بالتوغل في مناطق شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الكردية الانفصالية خلال أسابيع في حال لم يتم البدء بإقامة المنطقة الآمنة وفقاً لما تم الاتفاق عليه.

وأكد الرئيس التركي يوم السبت الماضي بأن بلاده لم يعد لديها صبر بخصوص تأسيس المنطقة الآمنة شمال سوريا، موضحاً بأنهم سينفذون خطة عملياتهم الخاصة خلال بضعة أسابيع في حال لم يسيطر الجنود الأتراك على المنطقة.
وشدد على عدم وجود تطابق حتى الآن بين الرؤية التركية والأمريكية بخصوص الأوضاع شرق الفرات، مجدداً في ذات الوقت رفض بأي حل لا يتضمن دخول الجيش التركي إلى المنطقة الآمنة.
مالذي يجري فعلاً؟
من جهته ادعى “صالح مسلم” الرئيس المشترك للجنة العلاقات الخارجية في حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” الذي يعتبر الواجهة السياسية للميليشيات الكردية الانفصالية بسوريا، بأن أي جندي تركي لن يدخل المنطقة الآمنة المتفق عليها بين واشنطن وأنقرة في الشمال الشرقي لسوريا.
وقال مسلم خلال اجتماع مع العشائر العربية في منطقة “تل أبيض” بشمال سوريا، بأن قواتهم ستنسحب من المناطق الحدودية لمسافة خمس كيلومترات، زاعماً بأن مجالسهم المحلية ستتولى حماية المنطقة وبسط الأمن فيها، ولن يدخل جندي تركي واحد إلى تلك المنطقة!
وأضاف قائلاً: “الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، لا يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة، بل هو بروتوكول يهدف لحماية المناطق الحدودية”، وهذا ما أكدته تصريحات سابقة لوزارة الدفاع الأمريكية أيضاً، والتي لا زالت تماطل – بل وتنكر أحياناً – بنيتها في إنشاء المنطقة الآمنة.