تخطى إلى المحتوى

بعد تلويح تركيا بفتح الحدود على أوروبا سوريون يعبرون البحر باتجاه اليونان

بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي نفسه بفتح الحدود أمام اللاجئين للعبور نحو أوروبا مالم يف المجتمع الدولي بالتزاماته إزاء اللاجئين وإيقاف ممارسات نظام الأسد وحلفائه، بدأ بعض السوريين بتنفيذ هذا الأمر فعلياً وعلى عاتقهم الشخصي.

فبعد أن أعطتهم التصريحات التركية الأخيرة شحنة معنوية كبيرة، ومدفوعين أساساً بضيق العيش والتضييق الأمني في تركيا، بدأ آلاف السوريين في تركيا بالتفكير جدّياً في العبور إلى أوروبا عبر اليونان، بالتزامن مع التلويح التركي الذي دفع ألمانيا إلى التعبير عن قلـ.قها إزاء تزايد أعداد اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان.

وقد قررت عشرات الأسر السورية، في ولايات مرسين وأضنة وهاتاي وإزمير خوض البحر باتجاه أوروبا سعياً لحياة أفضل، بعد فقدانهم الأمل في حلّ يعيدهم إلى سوريا، وذلك بعد مرور سنوات على إقامتهم الصعبة في تركيا.

إقرأ أيضاً : بعد إسطنبول ولاية تركية جديدة تغلق أبوابها أمام السوريين

وقد تواردت الأنباء خلال الأسبوع الماضي عن وصول 547 مهاجراً إلى جزيرة “ليسفوس” اليونانية، ضمن أعلى موجة هجرة تسجل خلال ساعة واحدة منذ عام 2015، ما دفع أثينا إلى استدعاء السفير التركي لديها للاحتجاج والاستيضاح.

وشهد العام 2015 موجات لجوء كبيرة من تركيا إلى اليونان ومن ثمّ أوروبا، لذلك وقّعت تركيا والاتحاد الأوروبي في آذار مارس 2016 ثلاث اتفاقيات تقبل فيها تركيا اللاجئين من دول الاتحاد مقابل حرية تنقل المواطنين الأتراك داخل الاتحاد الأوروبي ورفع الفيزا عنهم.

وتنص الاتفاقية على إعادة كل لاجئ وصل إلى اليونان قبل 20 من آذار مارس 2015 إلى تركيا، إذا تبين انتقاله بشكل غير شرعي إلى الجزر اليونانية ولم يحصل على لجوء في اليونان، مقابل لاجئ ستستقبله دول الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.

أعداد ضخمة

هذا ويعيش في تركيا قرابة أربعة ملايين سوريّ، وفق إحصائيات رسمية وغير رسمية، معظمهم يعيشون ظروفاً صعبة، ما يفتح الباب لموجهات هجرة ضخمة باتجاه أوروبا في حال كانت التهديدات التركية جدّية فعلاً.

وكان الرئيس التركي قد هدد منذ ايام دول أوروبا بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين المتواجدين لدى بلاده، في حال لم تقدم المساعدة الضرورية لتركيا لدعم اللاجئين.

وقال أردوغان: “في حال لم نحصل على دعم دولي كاف في مسألة اللاجئين فإننا سنفتح الطريق أمامهم باتجاه أوروبا”، وتبع ذلك تصريحات من مسؤولين أتراك غيره، ما دفع الحكومة الألمانية يوم أمس للتعبير عن قلقها البالغ إزاء تزايد وتيرة تدفق اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان، ورغبتها باستمرار اتفاقية اللاجئين الموقعة عام 2016 مع الجانب التركي.

مدونة هادي العبد الله